تتواصل معاناة العمال السككيين المغاربة، مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية في فرنسا، المعروفة اختصارا ب"SNCF"، بعد تعرضهم للتمييز خلال سنوات عملهم أو تقاعدهم. ونقل موقع "L'obs" معاناة محمد بن عطا، واحد من بين 832 مغربيا الذين يطالبون بتعويضات من مديرهم السابق بالشركة الوطنية للسكك الحديدية. محمد أب لأربعة أطفال، ولدوا جميعا في فرنسا، بينما هو نشأ في المغرب، تحديدا في مدينة سطات، البعيدة عن مدينة الدارالبيضاء ب60 كيلومتر، اشتغل في شركة السكك الفرنسية لأزيد من 32 سنة، قبل أن يغادرها عام 2006. وبدأ محمد الاشتغال في المغرب عام 1974 في بمسقط رأسه، بمصلحة خدمات الاتصالات بإحدى الجماعات، قبل أن يلتحق بالشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية، بعقود خاصة، "كنت أبلغ من العمر حينها 22 سنة، وقدموا لي عروضا مالية مهمة جدا، جعلتني أوافق على العرض وأستغل الفرصة"، يقول في حديث مع "L'Obs". وكانت البداية ب"إجراء اختبارات اللياقة البدنية، والبول، والقراءة، وفحص الدم"، يقول المحدث ذاته، مؤكدا أنه تم استئجار قطارات خاصة نُقل فيها المغاربة من مختلف مدن المغرب، لتكون نقطة اللقاء طنجة، وسفر إلى فرنسا بحرا. واسترسل بن عطا في حكي معاناته "عندما جاؤوا للبحث عنا في المغرب، قالوا لنا إننا سوف نشتغل مثل الفرنسيين، وسنحصل على المعاملة نفسها دون تمييز.. لكن في الأخير لم تكن لدينا الفوائد نفسها نهائيا"، مضيفا :"نريد تعويضا حقيقيا عن الأضرار مثلنا مثل الفرنسيين أو المنحدرين من البلدان الأوربية.. الشركة حصلت على أموال طائلة على حسابنا، واليوم نحن لا نريد صدقة، لكن أن نستعيد حقوقنا وتعتذر لنا الشركة.. أورو واحد منهم سيكون كافيا بالنسبة إلي". وعادت قضية العمال السككيين المغاربة إلى الوجهة في فرنسا مرة أخرى، بعدما قررت محكمة المنازعات في باريس النظر في الدعوة القضائية التي رفعها المتضررون ضد "SNFR"، حيث أكدوا أنهم كانوا يشتغلون في ظروف صعبة جدا، مثلهم مثل العمال الفرنسيين والأوربيين، لكن معاشات تقاعدهم هزيلة جدا مقارنة مع الآخرين، وهو ما دفعهم إلى التشبث بملفهم بحثا عن الإنصاف.