في حوار مثير مع جريدة لوسوار البلجيكية، نشر الجمعة الماضي، قال الجنرال الامريكي المتقاعد دافيد بتريوس، الذي قاد الجيش الأمريكي في العراق مابين 2007 و2008، وقاد قبل ذلك العمليات العسكرية في العراق سنة 2003، قبل أن يعهد اليه بمراقبة مدينة الموصل السنية، إن "داعش ليست هي الخطر بل الخطر هو الميليشيات الشيعية". بالنسبة للجنرال الذي عمل أيضا مديرا لوكالة الاستخباراتية CIA فإن هناك عدة أسباب أدت الى ظهور داعش التي استقطبت الأوساط السنية، أبرزها سياسة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي أقال عددا من الضباط العراقيين "الأكفاء"، الذين سبق أن عمل معهم الجيش الامريكي لوضع حد لانتفاضة المناطق السنية. يقول باتريوس "داعش ليست هي الخطر لأنه سيتم القضاء عليها عاجلا أم آجلا، لكن الميليشيات الشيعية هي الأخطر". يشرح باتيروس أن التدهور بدأ منذ سنة 2011 عندما غادرت القوات الامريكيةالعراق، حينها "قام رئيس الوزراء المالكي بتفكيك كل بنيناه، في اتجاه إدماج السنة في المجتمع العراقي وفي المؤسسات". قبل ذلك يقول باتريوس، ساند المالكي المصالحة، مع السنة، خاصة ثوار القبائل في الانبار، حيث تمركز تنظيم القادة، وأنه بفضل ذلك ثارت العشائر في الانبار ضد القاعدة. لكن "المالكي دمر كل شيء"، فقد "قام بإصدار مذكرة اعتقال في حق نائب الرئيس السني طارق الهاشمي اللاجئ حاليا في تركيا"، كما استهدف عناصر مؤثرة في السنة في مجلس الانبار، وعندما وقعت مظاهرات ضد هذه التصرفات تم قمعها بالقوة. كما تخلى المالكي عن ضباط غير متحيزين دينيا وأكفاء، ولهذا يشرح بترويس، كيف سقطت الموصل بسرعة في يد داعش. وحسب الجنرال الأمريكي فإن الميليشيات الشيعية قامت بإعدامات وأساءت معاملة السكان، الذي باتوا يرون أن داعش مكنتهم من التخلص من الميليشيات الشيعية. لكن لماذا تشكل هذه الميليشيات خطرا؟ يرد الجنرال الأمريكي "لقد هزمنا هذه الميليشيات سنة 2008 في البصرة ومدينة الصدر، وقد اختفت منذ ذلك الحين الى أن خرجت من جديد بعد ظهور داعش، حيث أصبحت هذه الميليشيات في الشوارع من جديد"، ويضيف أن خطر هذه الميليشيات هي أنها "تحضى بعدم إيران". الخوف يقول الجنرال هو أن هذه الميلشيات لن تكتفي بتطهير المناطق التي تحارب فيها داعش، إنما قد تقوم بعمليات ترحيل للسنة من أجل خلق توازن ديموغرافي في بعض المناطق مثل ديالى، وفي مناطق أخرى بالعاصمة. الجنرال الأمريكي سجل مفارقات في الحرب الأخيرة ضد داعش، فقوات القدس التابعة للحرس الثوري الايراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني الذي يعتبر أحد أعداء أمريكا، تقاتل في تكريت، وتحضى بغطاء جوي لطيران التحالف الذي تقوده أمريكا. يقول باتريوس أن الجنرال سليماني "بات يتحرك في وضح النهار". وعند سؤاله عما إذا كان مقبولا أن توفر أمريكا غطاء جويا لقوات القدس الايرانية في تكريت، رد قائلا "اترك لضباطنا الذين يقودون العمليات الجواب عن هذا السؤال، ولكنني أعرف أن ما يجري يثير تحفظات، ويجعلنا نظهر أمام السنة في المنطقة كداعمين لقوات القدس وللميليشيات الشيعية".