غادر الفنان الشعبي سعيد ولد صباح اليوم الجمعة السجن، وذلك بعد ان قضت محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء منتصف ليلة الخميس الجمعة ببراءته من تهمة اغتصاب فتاة قاصر، وهي التهمة التي دخل بسببها للسجن لشهور. وشهدت جلسة المحاكمة التي بدأت صباح أمس الخميس، ورفعت بسبب عدم حضور محامي الضحية، إلى زوال نفس اليوم، حيث أصر القاضي على حضور محامي الضحية من أجل تقديم مرافعاته لدخول الملف الى المداولة. وشهدت القاعة حالة من الفوضى والارتباك بعد أن أقدمت والدة الضحية على الصراخ أمام القاضي، إلى أن أغمي عليا ما جعل القاضي يرفع الجلسة لبضع دقائق. واستند محامي الفتاة في مرافعته على ما اعتبره ادلة تدين ولد الحوات، ضمنها التسجيل الصوتي الذي يوثق للعلاقة الحميمية بين ولد الحوات وبين الفتاة، والشهادة الطبية التي تثبت تعرضها للاغتصاب. كما أكد أن الفتاة تعرفت على ولد الحوات في ملهى ليلي، وتبادلا الأرقام الهاتفية، وفي أحد الأيام اتصل بها وطلب أن يحضر لمنزلها فلم تمتنع، زاعما انه وضع لها منوما في العصير ما جعلها تفقد الوعي ليقوم باغتصابها. أما محامي ولد الحوات جمال شمارخ، فقد طعن في تصريحات الفتاة المتناقضة أمام الضابطة القضائية وقاضي التحقيق وخلال استماع القاضي اليها، حيث كانت الفتاة في كل مرة تدلي بتصريح مختلف. فمرة تقول انه مارس الجنس عليها مرة واحدة، ومرة أخرى أكدت انه مارس عليها الجنس أكثر من ثلاثة مرات. محامي ولد الحوات، استند ايضا في مرافعاته الى الشهادة الطبية التي تؤكد ان الفتاة تعرضت الى افتضاض بكارة نتيجة ممارستها الجنس لفترة طويلة، حيث ان هناك انكماش قديم في غشاء البكارة، في الوقت التي ادعت فيه والدتها بتعرضها لاغتصاب قبل 15 يوما من إجراء الشهادة الطبية في 13 فبراير 2014. كما أكد المحامي أن موكله في الفترة التي قالت الفتاة بأنه اغتصابها، أي منتصف شهر يناير ولم تحدد التاريخ بالضبط، كان خارج ارض الوطن وأدلى بما يثبت ذلك. وتسائل المحامي شمارخ عن سبب عدم ادلاء الفتاة بوثيقة تثبت أنها قاصر رغم طلب ذلك منذ بداية التحقيق. كما استند المحامي الى شهادة حارس بالحي الذي تقطن به للمدعية، وحارسين يشتغلان بالملهى الليلي الذي كان يغني فيه ولد الحوات، وقد صرحوا جميعهم أمام القاضي أن الضحية كانت من زبائن الملهى الذي يشتغل فيه الفنان، وأنها كانت تبدو أكبر من سنها، ولا يبدو عليها أنها قاصر لكثرة مساحيق التجميل التي كانت تضعها ولارتدائها ملابس مثيرة. كما اكد الحارس انه لم يسبق له أن شاهد ولد الحوات بالمنطقة التي تسكن بها الفتاة. واكد بالمقابل ان أشخاصا غرباء عن الحي الذي تسكنه والدة القاصر يأتون في ساعة متأخرة من الليل وتنزل القاصر وخالتها ويركبن في سيارات هؤلاء، ولا يعدن إلا في الصباح الباكر على متن سيارة أجرة صغيرة. يشار إلى انه مباشرة بعد نطق الحكم منتصف ليلة الجمعة، اتجهت عائلة ولد الحوات وزملائه إلى سجن عكاشة من اجل استقباله، حيث غادر السجن في الساعات الأولى من صباح اليوم على إيقاع الزغاريد.