تصوير: عبد المجيد رزقو خابت توقعات رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، بفشل المسيرة النسائية التي نظمت صباح اليوم الأحد بالرباط بمناسبة 8 مارس، حيث خرجت عشرات الالاف من النساء من من مدن مختلف في مسيرة حاشدة انطلقت من باب الأحد وجابت شوارع الرباط رافعة شعارات المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية. على امتداد الطريق الرابطة بين ساحة باب الحد وشارع محمد الخامس، اكتظت جموع من النساء من مختلف الأطياف والمستويات للدفاع عن حقوقهن، بمناسبة حلول اليوم العالمي للمرأة. وحسب المنظمين، فإن المسيرة شارك فيها حوالي 150 ألف شخص، فيما ذكرت مصادر أمنية لليوم 24 أن الأمر يتعلق ب15 ألف مشارك في المسيرة. البداية كانت من أمام ساحة باب الحد، حيث حجت أعداد كبيرة على متن حافلات، قدرت بالآلاف، رافعين لافتات تطالب بتطبيق الدستور وبمجموعة من الحقوق الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية، ومنادين في الوقت نفسه برفع الحيف والإقصاء عنهن. نساء من مناطق مختلفة قدمن إلى الرباط، وتوزعت الشعارات حسب انتماءات النساء، بين من يطالبن بإصلاحات سياسية، فئة الحقوقيات والجمعويات، وبين من يطالبن بمطالب اجتماعية، وهؤلاء نساء الأقاصي اللواتي يعرفن معركة واحدة هي "معركة الخبز". "حضرت للرباط من أجل الدفاع عن حقوق المرأة"، تقول إحدى المشاركات، مضيفة "نريد أن تعمق الإصلاحات المباشرة في مجالات التعليم والصحة. مسيرة اليوم العالمي للمرأة كانت مناسبة أيضا لاستعراض الزي التقليدي المغربي لعدد من المناطق، فنساء الصحراء خرجن ب"ملاحفهن" ونساء الجبل "بالطاقية الجبلية، وكل فئة تمثل إقليمها.. بعض النسوة قضين الليل في الطريق للوصل إلى الرباط، تقول إحداهن، وهي قادمة من الحسيمة، "سمعتهم يقولون بأن المسيرة مهمة لاسماع أصواتنا وإصلاح الأوضاع بمناطقنا، فحضرت إلى الرباط"، مضيفة "جينا باش يشوفنا المسؤولين". أما إحدى المشاركات، فمشاركتها كانت مناسبة فقط لتزور الرباط التي لم يسبق أن وطأتها قدماها. وتقول "عامرني ما جيت للرباط، ودابا جيت نشوفهاط!!! الحضور السياسي كان بازا بقوة في المسيرة، التي حضرت أبرز وجوه المعارضة، منها الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، والقيادي بحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماس، والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر، وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ياسمينة بادو وغيرهم، مما أضفى على "جزء" من المسيرة طابعا سياسيا، إذ سرعان ما انقلبت الشعارات الحقوقية إلى أخرى مطالبة برحيل بنكيران "عدو النساء"، كما وصفه المتظاهرون ب"الظلامي" و"الرجعي". "علاش جينا وحتجينا…المساواة اللي بغينا".ز"المغربية حرة حرة..والرحعية برا برا""..كانت هذه بعض الشعارات التي رفعها المحتجون في مسيرة اليوم. وهذا النوع من الشعارات خص الفئة، غير السياسية، التي لخصت شعاراتها في مطالب جمعوية وحقوقية، فيما غلفت مطالب لمشاركين آخرين، خاصة زعماء أحزاب المعارضة والموالون لهم بغلاف سياسي لم يخل من هجوم على عبد الإله ابن كيران وحكومته، حيث رددوا شعارات من قبيل "يا رجعي يا جبان..المرأة لا تهان".."الظلامي يا جبان المرأة لا تهان". مضت المسيرة تجوب شارع محمد الخامس، في اتجاه محطة القطار، مرورا بالبرلمان ..النساء جنبا إلى جنب الرجال في مسيرة "المساواة"، بل إن بعض الملاحظين اشاروا ذإلى الحضور الملفت للعنصر الرجالي في ما يفترض أنها مسيرة النساء..هؤلاء رددواإلى جانب النسلء، نفس الشعارات بنفس المضامين، قبل أن يعودوا جميعا من حيث عادوا، في انتظار 8 مارس جديد.