انطلقت صباح اليوم مسيرة نسائية بوسط العاصمة المغربية الرباط بمشاركة نساء من مختلف المدن والقرى، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. و أكدت العديد من القيادات النسائية بالمغرب المشاركة، اليوم الأحد بالرباط، في المسيرة الوطنية التي نظمها (ائتلاف المساواة والديمقراطية)، على ضرورة تحصين المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية في كافة المجالات، وتفعيل مقتضيات دستور 2011 الذي يكفل للمرأة حق المساواة على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، مؤكدات على ضرورة الانخراط في نضال مستمر للمطالبة بجعل هذه المساواة في قلب الإصلاحات السياسية والقانونية والمؤسساتية. و انطلقت المسيرة من ساحة باب الأحد بالرباط في اتجاه نحو شارع محمد الخامس أمام البرلمان ، حيث رفعت خلالها شعارات مناوئة للحكومة و بنكيران على غرار "ابن كيران يا جبان المرأة لا تهان"، و"يا رجعي يا جبان المرأة لا تهان" و"علاش حنا جينا واحتجينا على المساواة الي بغينا". وتقول السيدة عائشة كفيف وهي رئيسة إحدى الجمعيات التنموية النسائية بالمغرب ان المرأة المغربية تكافح في عدة اتجاهات سواء ضد الأمية أو تلك المرأة التي تفقد زوجها أو معيلها وتعمل ليل نهار خصوصا في المجال غير المنظم وتشتغل بطريقة معولة لدرجة نسيان ونكران الذات، مشددة على ضرورة أن يلتفت المجتمع لهذا النوع من النساء لأنها تحاول في ظروف صعبة أن تحقق عيشا كريما وأن تقاوم الإغراء ات. وفي هذا السياق ، كشفت فوزية عسولي ، رئيسة فيدرالية النساء الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، أن مليونا و600 ألف أسرة تعيلها النساء تعيش الهشاشة والفقر، وأن المنتدى الاقتصادي العالمي الخاص بالمساواة بين الرجل والمرأة يضع المغرب في الرتبة 133، ضمن 142 دولة في العالم. فيما نوهت خديجة الرويسي ، عن الائتلاف ، بالإنجازات والمكتسبات في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس، من قبيل مدونة الأسرة ومبدأ المساواة والمناصفة في الفصل 19 من الدستور، داعية إلى تفعيل هذا الفصل. وأكدت الرويسي أنه "لا يمكن أن تكون دولة صاعدة إلا بمشاركة فعلية للنساء، ولا يمكن أن تكون حكامة دون مشاركة النساء على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، باعتبارهن محرك المجتمعات". يشار إلى أن تحديد تاريخ هذا اليوم للاحتفال بعيد المرأة يرجع إلى أنه في يوم 8 مارس 1957، خرجت نساء في نيويورك، لينفضن غبار الخنوع والاستسلام للاستغلال، الذي كان أصحاب العمل يستنزفون به عرق جبينهن دون أن يجدن نصيرا لهن، وطالبن، بالمساواة مع الرجل في الأجور وساعات العمل، فكانت مظاهرة دفع ثمنها عدد من العاملات، اللواتي قدنها، ليصبح ذلك التاريخ منطلق رحلة نضالية نسائية بامتياز، في بحث لإيجاد حلول لقضايا مختلفة تعيق الوجود المتوازن للمرأة في الأدوار المختلفة.