صباح اليوم الأحد، كانت الرباط، على موعد نسائي مميز. مسيرة 8 مارس، التي دعا إليها وسهر على تأطيرها الائتلاف من أجل المساواة والديمقراطية، ويضم في كنفه الجمعيات والشبكات المدنية والثقافية والقطاعات النسائية التابعة لأحزاب الأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، والمنظمات النسائية في النقابات، حشدت مئات من الأشخاص من كافة الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية، نساء ورجالا وشبابا وأطفالا، قال القائمون على المسيرة إن عددهم قارب ال100ألف شخص، حلوا من مدن المغرب لإعلاء الصوت بمطالب النساء المغربيات. عقارب الساعة، تتجه للتوحد عند العاشرة صباحا، موعد انطلاق المسيرة وفق ما حدده المنظمون، إلا أن المشاركين مازالوا يتقاطرون من كل حذب وصوب. فرداى وثنائيات، وجماعات، يقدمون من اتجاهات مختلفة إلى مركز المدينة، وجهتهم باب الحد، نقطة انطلاقة المسيرة. باب الرواح، باب العلو، ثم محج ابن بطوطة باب الأحد قبالة مقر حزب الاستقلال : شوارع، اكتسحها المشاركات والمشاركون في مسيرة حملت شعارا مركزيا هو :«يدي فيديك ندافعوا على المساواة والديمقراطية». مسيرة حقوقية بألوان السياسة ونكهات الاحتجاج على «تراجعان خطيرة لا يمكن القبول بها.. ولا أحد يملك الحق مهما كانت قناعاته الإيديلولوجية تهميش الملف النسائي. القضية النسائية أساسية واشتغل عليها المغرب سنوات طويلة ومن العيب و العار أن يصبح هذا البلد، الذي ناضل لأجل تصحيح وضع نسائه من خلال اعتماد تشريعات متقدمة أن يصبح يحتل مراتب متأخرة في قوائم الدول التي لا تحترم المساواة.. لا نزايد، ولا نمارس نضالا سياسويا.. إنها قضيتنا جميعا أحزابا ومنظمات نسائية ونقابات ومجتمع مدني.. نقولها بوضوح لا لمن يريد أن يعدينا إلى الوراء ويجعل من النساء ضحايا عقليات ذكورية متجاوزة بفعل القوانين .. لا لكل من يتحدث عن المساواة في أفق المناصفة باستهتار واستهزاء». هذا الكلام هو للقيادية في حزب التقدم والاشتراكية نزهة الصقلي، التي تحملت سابقا مسؤولية وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية. رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، كان قال في اجتماع الحكومة الأسبوعي الخميس الماضي إن الأحزاب تركب على المناسبة الأممية 8مارس، وتسعى إلى أن تحول المسيرة من مسيرة حقوقية إلى مسيرة سياسية، وتمارس تسخينات سياسية تحضيرا منها للانتخابات المقبلة. فوزية العسولي، رئيسة فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، ومنسقة وطنية لائتلاف المساواة والديمقراطية، ردت على كلام ابن كيران مصرحة :« رئيس الحكومة يمشي يقرا شويا.. الحركة النسائية تسمى كذلك حينما تنجح في أن تحرك الأحزاب. الحركة النسائية ليس الجمعيات، إنها امتداد المطالب وكل الفئات والهيئات السياسية والنقابات والتعبيرات المدنية .. وقذ نجحت الحركة النسائية في التعبئة وتحريك الفعل السياسي كي تصبح القضية النسائية قضية مجتمعية.. رئيس الحكومة عليه أن يعيد النظر في المفهوم الذي يحمله عن الحركة النسائية. نريد مجتمعا ديمقراطيا حداثيا.. لا نقبل بإهانة النساء .. النساء يعشن ظروفا صعبة.. حان الوقت لأن نقول باراكا..». «ياظلامي ياجبان .. المرأة لاتهان».. كان الشعار الأوضح والأقوى، الذي ردت به مسيرة الائتلاف من أجل المساواة والديمقراطية، على الإهانات المتكررة لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران اتجاه النساء، ورددته نساء حزب الأصالة والمعاصرة بشكل خاص. هذا فيما تناولت الشعارات المختلفة، التي رفعتها المسيرة أبرز المطالب النسائية، من ضمنها تفعيل الفصل ال19 من الدستور المتصل بالمناصفة، والمساواة في الحقوق الإنسانية والاجتماعية.. وفي هذا السياق، عرفت المسيرة ترديد ورفع شعارات من قبيل :«أنا امرأة حرة ولست بضاعة»، و«سوا اليوم ولا غدا المساواة ولابد»، و«5سنوات بعد دستور 2011وحقوق المرأة في غرفة الانتظار»، «لا للتحرش.. نعم لتجريم التحرش»، «حقوق المرأة الكيشية»، «النساء والرجال فالحقوق بحال بحال»، «عندنا حكومة محكومة وعندنا حكومة فالكومة»، «هذا عار هذا عار والنساء في خطر»، و«شكون حنا: الحرية، وشكون حنا :العدالة». البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، وإحدى منسقات الائتلاف من أجل المساواة والديمقراطية، فتيحة العيادي، فأجملت رسالة المسيرة، التي قالت إنها نقطة البداية، في ما يلي:«نحن نريد الانتقال إلى مرحلة التفعيل الحقيقي للمناصفة وإلى المجتمع الديمقراطي والحداثي الذي ننشده. والتعبئة ل8مارس ما هي إلا البداية النضال مستمر إلى ما بعد هذا اليوم».. وهو مازكته زميلتها في التنسيق رحاب حنان، التي أعلنت أن نهاية أبريل 2015 ، ستشهد تنظيم مناظرة وطنية حول المناصفة.