تداولت وسائل اعلام أوروبية قصة مؤلمة وحزينة لمواطن بلجيكي يدعى "لورنسو شونبايير" من مواليد سنة 1973، مريض بالسرطان. هذا الشاب، الذي بلغ مرضه مراحل متقدمة وصار العلاج أمرا ميؤوسا منه، قرر ان يضع حدا لحياته عن طريق ما يسمى "بالقتل الرحيم" بعد أن سئم من جلسات العلاج الكيميائي، وبعد أن خضع لأزيد من 37 عملية جراحية في أقل من عشرين عاما. وقد جعله هذا المرض يعاني منذ سنين وفقد كل أمل في الشفاء، بحيث لم يعد يحتمل الآلام التي ترافقه منذ حوالي 20 عاما. وبما أن القانون البلجيكي يجيز "القتل الرحيم"، على غرار دول قليلة في العالم كسويسرا وهولندا وبعض الولاياتالأمريكية ، فإن هذا الشاب المنهك بالمرض عبر عن رغبته، بشكل صريح، في إنهاء معاناته ووضع حد لآلامه بتلك الطريقة المحزنة. وفي سبيل ذلك، قام بكل الإجراءات القانونية التي يقتضيها ذلك. عندما حل أجل الرحيل، طلب من الأطباء منحه يوما إضافيا آخر في حياته لأجل الحضور لمشاهدة مباراة ناديه المفضل "كلوب بروج" قبل أن ينطفئ ويغادر إلى العالم الآخر. يقول لورنسو في هذا الصدد : "أريد ان أرى فريقي ينتصر لآخر مرة ثم بعدها سأغادر في سلام". كانت هذه رغبة الأربعيني البلجيكي والتي استجاب لها الأطباء بدون ادنى تردد. قبل بدء اللقاء، الذي دار بين "كلوب بروج" وفريق "موسكروين" يوم الاحد 1 مارس، رافق لورنسو ابنته "دينا" التي لم تكمل بعد سنتها السابعة ممسكا بيدها حيث توجها إلى داخل رقعة الملعب وما أن لمحه الجمهور الحاضر ( أكثر من 20 ألف متفرج)، والذي تابع قصته، حتى بدأ في التصفيق فوقف الجميع احتراما له وتضامنا معه في محنته. الجمهور حمل أيضا لافتات تساند لورنسو وقد كُتب في واحدة منها: "لن نترك تسير لوحدك أبدا يا لورنسو". ترجل الشاب ذو البنية الجسدية الطويلة النحيفة وذو الوجه الشاحب، والذي أنهكته حصص العلاج الكيميائي والعمليات الجراحية حتى أعطى الإنطلاقة الرمزية للمباراة بضربة برجله تم انصرف مع ابنته لمشاهدة المقابلة من المدرجات وتحديدا من المنصة المخصصة لكبار الشخصيات. انتهت المقابلة بتحقيق أمنية الشاب البلجيكي الذي كانت قصته محفزا للفريق للإنتصار، حيث بدل كل اللاعبين مجهودا كبيرا وإضافيا لتحقيق امنيته، وبالفعل كان له ما أراد، إذ تفوق ناديه المفضل بثلاثة إصابات لصفر. بعد انتتهاء المقابلة، غادر "لورنسو إلى مستودع الملابس وهناك التقى اللاعبين مهنئا إياهم وتحدث مع الأسترالي "ماتيو ريان" حارس مرمى فريق "كلوب بروج" والذي يكن له حبا جنونيا. ومن هناك قال "لورنسو" : "لم أسعد من قبل كسعادتي اليوم، هذه ذكرى رائعة ستحتفظ بها ابنتي مدى الحياة، فحلمي الاخير أصبح حقيقة : الآن يمكنني ان احتفل به في الجنة". كلمات جعلت حارس مرمى فريقه المفضل مشدوها لجرأة "لورنسو" وشجاعته في مواجهة الموت الذي ينتظره بعد ساعات. ذات الحارس، قال لوسائل الإعلام والدموع تنهمر من عينيه "لقاء لورنسو جعل الكلمات تهرب مني للتعبير عن إحساسي". في اليوم الموالي لحضور "لورنسو" المقابلة، أي 2يوم مارس، التحق بالمستشفى وفي المساء كتبت عائلته على حائطه الفايسبوكي تدوينة قالت فيها بأن ابنها تلقى الحقنة المميتة وبأنه فارق الحياة ليرتاح كما كانت رغبته. كما اعلن عن ذلك فريقه المفضل في تدوينة على موقع "تويتر". وترك رسالة إلى عائلته وابنته مما جاء فيها كونه يدعوهم إلى النظر إلى السماء ليلا لرؤيته وهو عبارة عن نجمة ساطعة، كما شكر فيها كل من سانده في محنته.