انطلقت يوم الثلاثاء المنصرم، المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي، في نسختة ال 11، بحضور وزير الاتصال مصطفى الخلفي في الوقت الذي غاب فيه نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي، المشرف الرئيس على التظاهرة. وقد عرض في هذا اليوم12 فيلما من دول مختلفة، تضمنت فيلمين مغربيين، هما فيلم «اللعنة» لمخرجه فيصل بوليفة، الذي غاب عن تقديم فيلمه الذي لم يرق جل الجمهور وفيلم «ريكلاج»، للمخرجين إدريس كايدي وهشام ركراكي، الذي عرف حضور مخرجه الثاني، الذي قدمه في كلمة مقتضبة. وعن انطباعه حول جملة الأفلام التي شاهدها وزير الاتصال، ضمن المسابقة، وحول المهرجان بشكل عام، قال الخلفي الوزير إنه «عندما اخترت زيارة المهرجان لم أكن أتوقع أني سأكون أمام هذه العينة الجميلة من الأفلام، التي تعالج القضايا الإنسانية بهذا العمق»، معتبرا «أنه من الواضح انشغال الجيل الجديد من المخرجين بالقضايا الإنسانية، المرتبطة بالكرامة، إضافة إلى تلك المرتبطة بالعدالة الاجتماعية وبالهوية وبالتاريخ، حيث إن قيم العمق الإنساني حاضرة في كل الأفلام التي تتبعتها اليوم، ومنها قيم الأسرة والعلاقة بين الأجيال». و»المثير، يضيف الخلفي، أن هذه الأفلام الأربعة تقدم صورا مغايرة عن العلاقة بين الأجيال، صور جديدة هي صور الترابط، بخلاف صورة الصراع التي تكرست سابقا، كما أن هناك معطى ثانيا، تضمنته هذه الأفلام، يخص العلاقة بالأرض، بالهوية وبالزمن»، حسب الخلفي. وعن تأثير تقليص ميزانية الدعم على المهرجان، سلبا، بحيث تم حذف بعض فقراته التي تمثل قيمة مضافة له، وبخصوص إذا ما كان هناك تفكير مستقبلي في مراجعة هذا التقليص أو في حل مغاير، اعتبر وزير الاتصال «أن المهرجانات مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، إلى تنويع مواردها ومصادرها من جهة»، ومن جهة ثانية، يرى الخلفي أن «قضية الآن مرتبطة بلجنة دعم المهرجانات، وهي لجنة مستقلة، تدرس سبيل تطبيق الإطار الجديد، الذي لأول مرة نخرج فيه مسألة دعم المهرجانات من يد وزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي»، فسابقا كان هذان المكونان هما من يحددان مسألة دعم المهرجان»، يردف الخلفي، «ليصير الأمر اليوم بين أيدي لجنة مختصة لها قراراتها الخاصة، ومدعوة أحيانا إلى تعديل قراراتها». هذا، وأكد الوزير أن المهرجانات عنده متساوية، ولا يتغيب عن أحدها إلا تبعا لالتزامات رسمية أخرى. وفي رد على سؤال «اليوم24» حول اختياره اليوم الثاني بدل يوم الافتتاح أو غيره، لحضور المهرجان، ومدى ارتباط ذلك برغبته حضور عرض فيلم «ريكلاج» المغربي، الذي سبق له أن شاهده خلال حضوره اختتام فعاليات الجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري بالدار البيضاء، والذي أثنى عليه سابقا، صرح الوزير «أن الأمر يعكس اتجاها جديدا في الأفلام المغربية، التي ارتبطت بجيل جديد من الشباب المغربي، يشتغل على قضية الصحراء سينمائيا، دون السقوط في ادعائية أو رؤية فجة للموضوع، على نحو يخدم القضية الوطنية ولكن من زاوية فنية جيدة». وأضاف الوزير أنه «لم أحضر حفل الافتتاح تبعا لالتزام سابق مع جامعة ابن زهر بأكادير، لكني في الآن نفسه لم أرد تفويت فرصة حضور المهرجان، فارتأيت أن يكون هذا الحضور في اليوم الموالي مباشرة بعد أكادير، ولا أنكر أن يكون ذلك، بعد اطلاعي على البرنامج، الذي برمج الفيلم في هذا اليوم، في الوقت ذاته، حافزا أكبر للحضور في اليوم الثاني تحديدا».