أكد مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، أن مهرجان الفيلم القصير المتوسطي في دورته الحادية عشر بطنجة كان فرصة لإطلاعه على التنوع الثقافي، الذي خلف لديه انطباعا أن هناك انشغالا لدى الجيل الجديد من السينمائيين بالقضايا الانسانية، القضايا المرتبطة بالكرامة، الهوية، العدالة الاجتماعية، التاريخ والقيم ، كما أن العمق الانساني كان حاضرا بقوة كقيم الاسرة والعلاقة بين الأجيال و هي صورة جديدة، صورة الترابط وليس صورة الصراع التي تكرست في السابق، ويعتقد الخلفي أن هذا توجه عالمي ، إضافة إلى معطى آخر وهو العلاقة بالهوية التاريخية وبالزمن، و الذي كان واضحا في الفيلمين الإيطالي والمغربي. وشارك في المهرجان أفلاما لمخرجين من دول البحر الأبيض المتوسط من اسبانيا ايطاليا البرتغال تونس والمغرب، ويعتبر الفيلم المغربي "ريكلاج" أحد الأسباب المحفزة للوزير الخلفي لحضوره العروض السينمائية حسب قوله في تصريح لشبكة أندلس الإخبارية، خاصة وأن الفيلم يتطرق لموضوع الزمن من خلال طرح قضية الصحراء المغربية، ويضيف الخلفي أن الفيلم يعكس نموذجا جديدا في الأفلام المغربية التي تشتغل على قضية الصحراء المغربية ، دون أن يؤدي ذلك إلى السقوط في أعمال دعائية فجة، فالفيلم حسب رأي الوزير يحمل رسالة ويأتي في سياق موجة جديدة من الأفلام المغربية ارتبطت بجيل جديد من الشباب المغربي، الذي بدأ يشتغل على قضية الصحراء سينمائيا دون السقوط في الدعائية، بل على العكس الانتقال من مواقع تعيد تركيب المكون الصحراوي الحساني ضمن الهوية المغربية، دون السقوط في منطق سياسوي فج، بل بالعكس يخدم القضية الوطنية من زاوية فنية جيدة. ويحكي فيلم "ريكلاج" لمخرجيه ادريس كايدي وهشام الركراكي للمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها مختطف مغربي يقع في قبضة البوليساريو، حيث يقضي بتندوف خمسة وعشرين سنة من عمره، ويشير الفيلم إلى عامل الزمن الذي يتجسد من خلال محاولة البطل استرجاع ساعته اليدوية التي أودعها لدى ساعاتي لإصلاحها قبل اختطافه عام 1979، وكأنه باستعادتها سيعيد السنين التي اغتصبت منه.