نتائج مثيرة تلك التي خلص إليها البحث الوطني لتتبع الأسر في ما يخص الهدر أسباب الهدر المدرسي، فحسب هذه الدراسة التي تم الكشف عن خلاصة تركيبية لنتائجها، صباح اليوم الأربعاء بالرباط، فإن السبب الأهم لترك الأطفال للمدارس لا يتعلق بالبعد الجغرافي أو بندرة وسائل النقل، حيث أكد رشيد بلمختار، رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية أن السبب الأساسي للهدر المدرسي هو أن "الأطفال لا يحبون المدرسة"! واشار في هذا الصدد الى ان 31.9% من الأطفال ما بين ست سنوات و 17 سنة انقطعوا عن الدراسة، فيما ذهب 13.6% منهم إلى أن بعد المدرسة هو السبب الأول لهجرهم صفوفها. إلى ذلك، أشار البحث إلى أن الهدر يرتفع بشكل مفاجئ عند الانتقال من السلك الابتدائي إلى الإعدادي، حيث يمثل السلك الإعدادي المستوى الرئيسي للانقطاع عن الدراسة، خصوصا بالوسط القروي، وهو الأمر الذي "يحمل رسالة واضحة في ما يتعلق بسياسة التعليم في بلادنا"، يوضح ذات المصدر. هذا وتطرق البحث الى أعداد الأطفال المحرومين من التمدرس داخل الأسرة نفسها، حيث تشير نتائج البحث الى أن 14.5% من الأسر التي لها أطفال ما بين 6 سنوات و 15 سنة، تتوفر على طفل واحد على الأقل من هذه الشريحة (أي في سن التعليم الإجباري) غير متمدرس، وهي الوضعية التي تتفاقم في القرى، فأسرة واحدة من أصل أربعة أسر تعرف هذه الوضعية التي تمس الفتيات أكثر من الذكور سنة 2012. كما أشار بلمختار إلى أسباب إضافية تتدخل في الهدر المدرسي، تتمثل في كون بعض "الآباء يرفضون الاستمرار في إرسال أطفالهم إلى المدارس بحجة أن المدرسة ليست مهمة"، علاوة على المستوى الثقافي للوالدين الذي يتحكم في استمرار الأبناء في التعليم.