أكدت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة " يونسيف " ، اليوم الأربعاء بالرباط ، أن المغرب صادق على معاهدات وبرتوكولات دولية ، كما قام بإصلاحات هامة في عدة مجالات ، وذلك بغرض حماية الأطفال وضمان حقوقهم في عدة مجالات. واعتبرت ريجينا دو دومينيسيس ممثلة اليونسيف بالمغرب ، في كلمة بمناسبة تقديم التقرير السنوي لهذه المنظمة حول وضعية الأطفال عبر العالم ، أن المغرب قام بإصلاحات تشريعية تروم ملاءمة التشريعات مع المعاهدات الدولية التي صادقت عليها المملكة ، إضافة إلى مجهوداته في مجالي التعليم والصحة لضمان تمدرس الأطفال ونمو صحتهم بشكل سليم .
وبلغة الأرقام ، ذكرت ريجينا بأن التقرير يشير إلى أن نسبة الأطفال المتمدرسين بالمغرب بلغت 99,6 في المائة سنة 2013 بالابتدائي ، مقابل 91,2 في المائة سنة 2008 ، كما حددت هذه النسبة على مستوى الإعدادي في 70,9 في المائة (2008) و85,1 في المائة(2013) ، لكن في المقابل سجلت ارتفاعا في ظاهرة الهدر المدرسي .
وأشارت ،من جهة أخرى، إلى أن 87,7 في المائة من الأطفال تم تمكينهم من اللقاحات الضرورية سنة 2011 ، كما تراجع معدل وفيات الأطفال أقل من 5 سنوات الذي وصل إلى 29 حالة وفاة في الألف ، بعد أن كانت هذه النسبة أكثر من ذلك قبل هذه السنة .
وبحسب ممثلة اليونسيف ، فإن 8 في المائة من أطفال المغرب يتم تشغيلهم قبل بلوغهم سن 15 سنة ، أما فيما يتعلق بزواج القاصرات فإن التقرير يشير إلى أن 3 بالمائة من الفتيات المغربيات (أقل من 15 سنة ) تم تزويجهن خلال سنة 2012.
وفي السياق ذاته ، أبرز رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني أن المغرب ، الذي تقدم كثيرا في مجال تمدرس الأطفال في مستوى الابتدائي ، يحاول التغلب على بعض الصعوبات ، التي ما تزال تعيق عملية التمدرس .
وبعد أن أشار إلى أن الهدر المدرسي ما زال يقلق مسؤولي الوزارة والأسر والمجتمع على السواء ، قال الوزير إن هذه الظاهرة تعزى لعدة أسباب منها مشاكل تتعلق بالزواج والطلاق ، وأخرى تتعلق بلجوء بعض الأسر إلى منع أطفالها من التوجه للمدرسة وأخرى تتعلق بالنقل خاصة بالوسط القروي .
وأشار بلمختار إلى أن تزويج الفتيات في سن مبكرة يعتبر " جريمة في حقهن وفي حق المجتمع " ، مضيفا أن المكان الطبيعي للأطفال قبل 15 سنة هو المدرسة .