صادق حزب الاتحاد الدستوري على تعديل نظامه الأساسي وملاءمته مع القانون التنظيمي للأحزاب خلال مؤتمر استثنائي عقد، يوم السبت، بمدينة بوزنيقة وحضره 1200 مؤتمر يمثلون مختلف الجهات. وشهدت أشغال المؤتمر جدلا حادا بين أعضاء اللجن الأربع التي اختير لها من الأسماء، الأمل، التماسك، الوفاء، والصمود، أثناء مناقشة مشروع النظام الأساسي للحزب، وصلت إلى حد تبادل الاتهامات والسِّباب، قبل أن يتدخل أعضاء من المكتب السياسي لتسوية الخلاف، ورفع النقط المتنازع حولها إلى لجنة أعادت صياغة الوثيقة الحزبية قبل أن يتم المصادقة عليها بالإجماع قرابة الساعة السادسة مساء. ودعا المشاركون في المؤتمر إلى رص الصفوف لإنجاح محطة المؤتمر الوطني الخامس المزمع عقده شهر دجنبر المقبل. وفي السياق نفسه قال محمد أبيض الأمين العام لحزب الحصان، في كلمة ألقاها أمام المؤتمرين، إن الحكومة الحالية تمثل «النموذج الأكثر وضوحا للتفكك والتنافر»، وتعطي بالتالي، يضيف الأبيض الدليل القاطع على حتمية المرور مستقبلا في تشكيل الأغلبيات وتكوين الحكومات إلى مرحلة التقاطب السياسي. وأعرب الأمين العام للحزب عن اعتقاده بأن الجسم السياسي بلغ درجة من النضج، أصبح معها التهافت على المناصب الحكومية من أجل المناصب فقط، ينتمي إلى فترة مضت نرجو ألا تعود مرة أخرى. وانتقد الأبيض حكومة عبد الإله بنكيران بشدة وقال إن «المغرب لم يعد قادرا على تحمل حكومة تخرج «مائلة» من اللائحة المقترحة لرئيس الحكومة، لأنها حتما ستسقط عند أولى خطواتها»، على حد قوله. وزاد الأبيض قائلا «إن المسؤولية الحكومية في اعتقادنا، كل لا يتجزأ، وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة العلاقات الفكرية بين مكونات الحكومة الواحدة، وهذا هو شرط نجاحها وهو السبيل إلى إنتاج سياسات وطنية شجاعة هادفة ومثمرة.» ودعا الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري بإلحاح إلى اعتماد سياسات متكاملة للإصلاح الشامل، علها تكون الخلاص الحقيقي للخروج من دوائر الأزمة الاقتصادية والمالية وما يترتب عنها من أزمات اجتماعية، مضيفا «هل قدّرت الحكومة الحالية مبلغ الربح والخسارة حينما تسترت عنوة على حقيقة الوضع الاقتصادي والمالي المؤشر إلى وقوع المغرب في أزمة اقتصادية وشيكة والتي كانت جميع المؤشرات تدل على قرب حلولها منذ بداية عمل الحكومة؛ ولكنها إذ ذاك، فضلت أن تركب لغة حماية السيادة المالية للمغرب، دون أن تبادر إلى إنتاج حلول استعجالية ودون أن تدرك أنها فوتت على نفسها فرصة معالجة الداء قبل أن يستفحل وينتشر؟.» كما أعرب الأمين العام للاتحاد الدستوري عن أسفه الشديد للمسار المرتبك لحكومة عبد الإله بنكيران التي ينتظر الشعب المغربي دخولها السياسي بكثير من البرود، وبقليل من الاهتمام، وبقدر ضعيف جدا من الأمل في قدرتها على أن تنتج سياسات تعيد الثقة في المستقبل. وفيما انهمكت اللجنة الرابعة التي تشكلت في المؤتمر في مناقشة مشروع وثيقة النظام الأساسي للحزب وملاءمته مع القانون التنظيمي للأحزاب السياسة، استغل بعض المؤتمرين المناسبة لالتقاط صور تذكارية مع أعضاء المكتب السياسي، خصوصا إدريس الراضي، النائب البرلماني من جهة الغرب الشرادة بني حسين، والمرشح القوي لخلافة محمد أبيض لقيادة سفينة حزب الاتحاد الدستوري في المؤتمر الخامس.