كل الذين حضروا دورة المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، التي انطلقت صباح اليوم السبت بسلا، التقطوا بكثير من الاهتمام لحظة عناق "غير معتادة" بين رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران، ورئيس المجلس الوطني للحزب سعد الدين العثماني، خاصة وان رياح الود لم تسر يوما على علاقة الرجلين، وظلت واجهة علاقتهما التلاحم من اجل مصلحة الحزب، فيما جوهرها يحمل الكثير من الخلافات. العلاقة السيئة بين الرجلين ظهرت بشكل أوضح خلال خروج سعد الدين العثماني من وزارة المهمة لصلاح الدين مزوار، مقابل إبعاده عن وزارة المالية كحل، باقتراح من ابن كيران، الذي اختار الاحتفاظ بوزراء اقل تأثيرا، وعمل على التضحية بالعثماني. وتوقع الكثيرون ساعتها ان تثير هذه القضية غير قليل من المتاعب وسط الحزب، فالعثماني أمين عام سابق للحزب ورئيس مجلسه الوطني، وهو مؤثر في جزء من قاعدة الحزب وإخراجه من الوزارة بعد أقل من سنتين ازعج عددا من مناصريه وسط الحزب. ابن كيران كان دائما يبدي انتقاداته للعثماني الذي لا يوجد ود بينه وبين الأمين العام الحالي منذ وقت طويل، أيام كان بنكيران شبه مهمش من قيادة الحزب وكان العثماني في قلب القرار السياسي للحزب. غير ان لحظة العناق المؤثرة التي عاينها الجميع اليوم، جعلت التساؤل يطرح حول ما ان كان موت بها سيجعل رياح الود تسري على علاقة الرجلين، وما ان كانت صفحة الخلافات القديمة انتهت بعد هذه اللحظة.