لم تتأخر شرارات نار الإرهاب التي ضربت مقر صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية، في الوصول إلى المغرب، حيث واجهت السلطات المسؤولة عن الترخيص للصحف الأجنبية بدخول المغرب، سيلا من الصحف، خاصة منها الفرنسية، التي قامت بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول (ص)، وقامت بمنعها من الوصول إلى الأكشاك المغربية. مصادر "اليوم24″ تحدّثت عن منع دخول نسخ من الصحف الفرنسية الكبرى وذائعة الانتشار، مثل جريدة "ليبراسيون" ومجلة "لوبوان". فيما أكد مصدر مسؤول بوزارة الاتصال هذه الأنباء، مكتفيا بالقول إن الأمر يتعلّق بعدد أكبر من الجرائد والمجلات، والتي أقدمت على إعادة نشر تلك الرسوم بذريعة التضامن مع "شارلي ايبدو". وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، قال ل"اليوم24″ إن الأمر يتعلّق بإجراء عادي دأبت السلطات على اتخاذه كلما تعلّق الأمر بمضامين مخالفة للقوانين المغربية أو مسيئة. وأوضح الخلفي أن "الإجراء القانوني المتخذ هو عدم الترخيص بدخول المغرب، وذلك في حق عدد من الصحف التي قامت بإعادة نشر رسوم مسيئة للرسول (ص)". وأضاف الخلفي أن الإجراء قانوني "وما هو إلا تفعيل للمادة 29 من قانون الصحافة والنشر". هذه المادة تنص على أنه "يمكن أن يمنع وزير الاتصال بموجب مقرر معلل أن تدخل إلى المغرب الجرائد أو النشرات الدورية أو غير الدورية المطبوعة خارج المغرب التي تتضمن مسا بالدين الإسلامي أو بالنظام الملكي أو الوحدة الترابية أو تتضمن ما يخل بالاحترام الواجب للملك أو بالنظام العام". الخلفي برّر قرار منع الصحف الفرنسية الناشرة للرسوم المسيئة للرسول (ص)، بالقول إن الأمر في هذه الحالة لا يتعلّق بتضامن بل ب"استفزاز". وأضاف أن "القرار لا علاقة له بحرية الصحافة ولا يشكل أي مسّ بها، وهو قرار معتاد غالبا ما نتخذه في مثل هذه الحالات، خاصة أننا اليوم أمام عملية استفزاز". وشدّد الخلفي على أن المغرب يدين الإرهاب بشكل واضح ورسمي، "لكن إدانة الإرهاب لا تعني القبول بالاستفزاز، والجريمة لا تبرّر القيام بجريمة أخرى". خطوة القيام بإعادة نشر الرسوم التي كانت تشتهر بها مجلة "شارلي ايبدو"، والتي اتفقت عليها كثير من المنابر الاعلامية الفرنسية، لم تكن محطّ إجماع الاعلام الدولي. الصحف الانغلوساكسونية، والمعروفة بمرجعيتها الأخلاقية والمهنية الصارمة، رفضت في مجملها المشاركة في هذه العملية، حيث قررت كبريات الشبكات الاعلامية الامريكية، مثل "سي ان ان" و"فوكس نيوز" و"ا نبي سي"، عدم الترويج لهذه الرسوم، كما رفضت صحف كبرى مثل نيويورك تايمز مسايرة نظيرتها الفرنسية.