لم يتغير الشيء الكثير في حياة «حليمة صغور» زوجة سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون، سوى أنها أصبحت تعتبر نفسها مكلفة بشكل أو بأخر بدور ديبلوماسي من خلال مرافقتها لزوجها في عدة سفاريات واستقبالها لعدد من زوجات وزراء الخارجية الذين يزورون المغرب { مرّت سنة ونصف على حملك صفة حرم الوزير، ماذا أضافت لك هذه الصفة، وماذا أفقدتك؟ على الرغم من أن منصب وزير الخارجية، هو أول منصب حكومي يناله زوجي سعد الدين العثماني، إلا أن عائلته معتادة على نمط حياته بحكم أنه كان أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، وبالتالي فإن الأضواء كانت مسلطة عليه بشكل كبير، واعتاد، هو وعائلته، على كثرة الزيارات والطلبات وغيرها... صحيح أن الأمور تغيرت بعد حمله صفة الوزير، لكن التغيير لم يكن جذريا، بقدر ما كان إضافة لبعض المهام. نعيش لحد الآن حياة عادية. لا شيء تغير في حياتنا، وبقينا على نفس وتيرة العيش، إذ استمر أبناؤنا في نفس المدارس وبقينا نعيش في نفس البيت بنفس الحي. أخرج يوميا لقضاء مصالحي، فنحن أبناء هذا الوطن، ولدينا ثقافة شعبية يصعب أن ننسلخ عنها، والناس يستغربون هذا الأمر وينظرون إلى تصرفاتنا التي بقيت عادية باستغراب. { زوجك يحمل صفة وزير الخارجية، وهذا يجعله دائم الغياب عن البيت، ألا يزعجك الأمر؟ منصب وزير الخارجية، هو منصب حساس ومرتبط بدرجة كبيرة باللقاءات الديبلوماسية المكثفة داخليا وخارجيا، وبالتالي، فإن نمط حياة العائلة صار أكثر حركية وأكثر انفتاحا على الزيارات الديبلوماسية، وصار بيت العائلة في حي السلام قبلة لمسؤولين كبار من الداخل والخارج. المهام السياسية كانت دائما تلهي زوجي عن بيته، بحيث كان دائم الانشغالات في الحزب، وكان أيضا كثير الأسفار، فيما أنا منشغلة بأمور البيت والعائلة والأنشطة الجمعوية والثقافية. وسنكون غير منصفين إذا قلنا بأن الوزارة سرقت مني سعد الدين، فالأمور التي كان يفعلها مازالت نفسها، فيما أدواري كأم وكربة بيت ما زالت نفسها ولا شيء تغير، لكن، هذا لا يمنع بأن وتيرة الغياب ازدادت بنسبة معينة، وهو ما يفطن إليه سعد الدين ويحاول تعويضه كلما سمحت له الفرصة بذلك. { كم كانت مدة أكبر غياب له عن البيت؟ في السفر الأخير إلى استراليا غاب 11 يوما، حيث توجه منها إلى الكويت، وهذه كانت أطول مدة غياب له عن البيت، لكن الحمد لله أنني كنت معه في الرحلة، وبالتالي لم نحس بطول الغياب. { يعني أنك ترافقيه في سفرياته الديبلوماسية؟ ليس دائما، فقد ذهبت معه إلى اليابان والصين ومصر وتركيا، وعموما عندما أتلقى دعوة باسمي فإنني أرافقه، وطبيعة سفرياتي معه للخارج عملية أكثر من أي شيء آخر. وأحيانا يكون من الضروري أن أرافقه، حيث أن لقاءات وزراء الخارجية توازيه عادة لقاءات زوجاتهم في إطار المهام الديبلوماسية. { تقصدين أن حرم وزير الخارجية، لها أيضا مهام ديبلوماسية؟ بطبيعة الحال، فلابد لي كزوجة لوزير الخارجية أن تكون لي علاقات مع الهيئات الديبلوماسية وزوجات وزراء الخارجية الأجانب. { إذن أنت لست كباقي زوجات الوزراء، فأنت زوجة بمهام ديبلوماسية؟ نعم، لديّ برنامج عمل، وعندما أرافق زوجي في سفرياته إلى الخارج يكون لنا في بعض الأحيان برنامج مشترك، وأحيانا أخرى يكون لي برنامج خاص. أنا أحاول أن أقوم بدور السند وأبدي الرأي، وأومن بأنني يجب أن أتدخل وأتواصل من أجل تحقيق التوازن. { ما هي المهام التي قمت بها لحد الآن؟ استقبلت زوجات بعض وزراء الخارجية، خاصة زوجة وزير خارجية مصر وزوجة وزير خارجية تركيا، وقد تبادلنا نقاشا واسعا حول عدد من القضايا المطروحة، وأيضا القضايا التي تهم البلدان. { هل قدمت لهم هدايا؟ نعم، وكانت عبارة عن قطع من التراث المغربي الأصيل، خاصة اللباس المغربي التقليدي، وأحيانا قطع «النقرة»، وعموما تكون الهدايا المقدمة متبادلة، حيث تلقيت هدية عبارة عن لوحة من الفضة من زوجة وزير خارجية مصر، ولباس تقليدي تركي من زوجة وزير الخارجية التركي. { هل يكون الاستقبال في بيتك؟ نعم، فأنا مازلت أقطن في نفس البيت بحي السلام بسلا، وهناك استقبل ضيوفي، ضمنهم زوجات الوزراء. { كم هو معدل الزيارات لبيت وزير الخارجية المغربي في اليوم؟ هذا مرتبط بوجوده بالبيت، فعندما يكون تكون الزيارات مكثفة، وفي غيابه طبعا يعود الهدوء. وعموما، فأيام السبت والأحد تكون أيام الذروة بالنسبة إلينا. { كيف هي علاقتك بزوجات باقي الوزراء الآخرين؟ علاقة جيدة، على الرغم من أننا لا نلتقي كثيرا، لكن تبقى علاقة جيدة فنحن نتبادل الآراء كلما التقينا حول القضايا المطروحة. { هل يقصد الناس بيتكم لوضع طلباتهم سواء من أجل التشغيل أو التطبيب وأشياء أخرى؟ كما سبق أن ذكرت، نحن مازلنا نعيش في نفس البيت بحي السلام بمدينة سلا، ومنذ أن كان سعد الدين أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية تحول البيت إلى «مزار» لذوي الحاجة وأصحاب طلبات التشغيل وقضاء المصالح، ومنذ تعيينه وزيرا، ارتفعت أعداد الفئات المقبلة على بيتنا. فوجئنا في البداية بأعداد الناس الذين صاروا يقصدون بيتنا حاملين طلبات مختلفة، بعضها بسيط وأصحابها في حاجة إلى مساعدة، وهذا النوع أعمل على حله بنفسي دون أن أحيله على زوجي، فيما شق آخر من هذه الطلبات مرتبط بمشكلة المغرب الكبرى، وهي التشغيل. هذا الأمر صار مزعجا بعض الشيء، خصوصا أن بعض الناس لا يفهمون بأن الوزير ليس لديه مفاتيح جميع الأعطاب، ونحن نسعى جاهدين لأن نشرح لهم. { هل زار رئيس الحكومة بيتكم في هذه الفترة؟ لا ...لا أتذكر ذلك، لكن زوجته زارتني.