سيدخل محمد أوزين إلى التاريخ السياسي للمغرب من اصغر أبوابه، فلم يسبق لوزير أن تعرض لتوقيف عن العمل من قبل القصر واو رئيس الحكومة أو الوزير الأول، وكأن الوزير مسخ من مسؤول كبير على رأس الوزارة إلى موظف صغير في سلم صغير في إدارة تعاقب موظفيها… أوزين في شبه إقامة جبرية بالرباط من اليوم وإلى غاية ظهور نتائج التحقيق، لا يحق له الاقتراب من المونديالتو ولا من مراكش وكأنه " يهدد سلامة المباريات واللاعبين والجمهور ورونالدو". بلاغ الديوان الملكي الصادر قبل قليل، والذي أبعد أوزين عن المباراة النهاية لكأس العالم للأندية يسجل سوابق دستورية فريدة في هذا الباب، حيث صارت هناك عقوبة جديدة للوزراء الذين يخلون بعملهم غير الإقالة، صار الوزراء مثل تلاميذ في الفصل يوبخون ويوقفون عن متابعة عملهم وتبعدهم الدولة عن المباريات والمدن والأحداث وكأنهم يشكلون خطرا على سلامة البلاد والعباد… بيني وبينكم أوزين يستحق هذه الصفعة وأكثر، ليس فقط لأنه ورط المغرب والمغاربة في فضيحة كبيرة تتمثل في عجز وزارة كاملة عن إعداد عشب ملعب لمباراة دولية لكرة القدم وفضح المملكة في الداخل والخارج، ليس هذا فقط ما يستوجب عقاب أوزين، أقبح من الفضيحة هي امتناع أوزين عن الاستقالة وتشبثه بالمنصب رغم أن المغرب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه يطالبه بالرحيل منذ أسبوع هل هو وزير غصبا على المغاربة. أي نوع من الرجال هؤلاء الذين يحكموننا، يفضلون الإهانة على تقديم الاستقالة، يفضلون أن تمرغ كرامتهم في الوحل على أن يخرجوا من الباب الكبير للوزارة، كيف سينظر أوزين غدا في عيون الشاوش والكاتبة والموظفين في وزارته وهو عائد إلى مكتبه بعد توقيفه عن العمل كأي مستخدم في معمل..أي سلطة بقيت له وأية عين سينظر الناس إليه بها… في الوقت الذي أقر فيه أوزين أن وزارته مسؤولة عن فضيحة ملعب مولاي عبد الله، وفي الوقت الذي أوقف الكاتب العام للوزارة ومدير الرياضات عن عملهما، في هذا الوقت كان عليه أن يقدم استقالته وأن يتحمل المسؤولية وان لا يترك سمعته وكرامته في مهب الريح..