تطورات متسارعة تعرفها فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله, مصادر أخبار اليوم تتحدث عن غضبة ملكية، وعن استماع الجنرال حسني بنسليمان للمسؤولين اللذين أوقفهما الوزير أوزين، وعن لجنة تتكون من 8 محققين يشتغلون على الموضوع بدأت قضية تحول ملعب الأمير مولاي عبد الله، إلى بركة مائية خلال مبارتي ربع نهائي كأس العالم للأندية، تأخذ أبعادا سياسية كبرى بعد تدخل الجهات العليا بالدولة في الفضيحة التي هزت الرأي العام الرياضي الوطني، ونجمت عنها أضرار كبيرة مست صورة المغرب داخل المجتمع الكروي الدولي. مصدر مطلع كشف أن الملك محمد السادس غاضب مما وقع، وأن الجنرال دو كور دارمي حسني بنسليمان، المفتش العام للدرك الملكي، دخل على الخط في التحقيقات التي تجري لتحديد المسؤوليات قبل اتخاذ قرارات حاسمة يمكن أن تطيح برؤوس وازنة. وذكرت المصادر ذاتها، أن بنسليمان الذي يرجح أنه يتحرك بتعليمات ملكية، عقد اجتماعا مطولا مساء الاثنين الماضي مع كريم عكاري، الكاتب العام لوزارة الشبيبة والرياضة، ومصطفى أزروال، مدير الرياضات اللذين اتخذا بحقهما الوزير أوزين قرارا بسحب تفويضات التوقيع. وأضافت المصادر ذاتها، أن بنسليمان استمع إلى روايتهما بشأن مجريات الأحداث. في السياق ذاته، ظلت اللجنة الوزارية، التي شكلت للتحقيق في فضيحة غرق المركب الرياضي، تشتغل إلى وقت متأخر من مساء أول أمس الثلاثاء، في الوقت الذي كان أوزين يتابع مباراة الفريق الملكي ريال مدريد ضد كروز أزول المكسيكي. وأضافت مصادر من داخل الوزارة أن اللجنة التي تتكون من 6 مفتشين من بينهم أربعة أعضاء ينتمون إلى وزارة الداخلية، واثنان من المفتشية العامة للمالية اطلعت على جميع الوثائق المالية والإدارية المتعلقة بصفقة تعشيب الملعب. وواصل أعضاء لجنة التحقيق خلال يومي الاثنين والثلاثاء البحث في تعويضات وأذونات التنقل الوطنية والدولية للإمساك بخيوط الملف وتحديد المسؤوليات. المصدر عينه، أكد أن توقيعات المسؤولين على الوثائق الإدارية ليست وحدها القادرة، بنظر المحققين، على فك لغز الصفقة، بل فتحوا مسالك أخرى مرتبطة بالاستماع إلى بعض المكالمات التي قام بها المسؤولون في هذا الملف والزيارات التي قاموا بها لإسبانيا، خصوصا الزيارات الثلاث التي باشرها الكاتب العام ومرافقيه. وأوضحت المصادر، أن اللجنة انتبهت إلى خيط جديد من شأنه أن يفسر الحالة التي تحول إليها مركب مولاي عبد الله خارج فرضية جودة العشب الإسباني. ذلك أن التحقيق يتجه للبحث في جودة الرمال التي وضعت تحت العشب التي اقتنتها الوزارة من شركة توجد ببوقنادل، والتي تقول بعض التفسيرات إنها تسببت بحالة احتباس مياه الأمطار فوق عشب الملعب. كما رجحت أن ترفع لجنة التحقيق تقريرها اليوم، أوغدا للمسؤولين الحكوميين قبل إحالته على مكتب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي لم يخف انزعاجه لمقربيه من الملف، وبادر بسرعة لاستدعاء أوزين وإجباره على فتح تحقيق. إلى ذلك، رد برلمانيون من مجموعة أحمد الزايدي على اعتذار أوزين عن حضور الجلسة الأسبوعية لمجلس النواب، حيث وضع رشيد الحموني، طلبا مستعجلا بلجنة القطاعات الاجتماعية للغرفة الأولى لتشكيل لجنة برلمانية استطلاعية تتوجه إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله قصد افتحاص خيوط الصفقة، التي كلفت خزينة الدولة حوالي 22 مليار سنتيم. بيد أن الخطوة جُوبهت بضرورة قبول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، قبل أن يضطر برلماني بولمان تحويل مساءلة أوزين إلى جلسة استماع برلمانية.