على طريقة بوعزيزي تونس، أقدم بائع متجول في عقده الثاني صباح أمس على إضرام النار في جسده، بعد مطاردته من طرف القوات العمومية والسلطات بمدينة زايو، الشاب "ب.فتاح"، اقتنى قنينة من البنزين المهرب وشرع في سكبها على جسده قبل أن يضرم النار في نفسه وهو يبكي بحرقة مصادرة عربته التي كان يبيع عليها الفواكه. شهود عيان كشفوا بأن السلطات المحلية والمجلس البلدي مدعومين بالقوات المساعدة والشرطة بدأت حملة تمشيط واسعة في المدينة منذ الصباح الباكر، لمنع الباعة المتجولين من عرض بضائعهم، واحتلال شوارع المدينة، حيث شهدت المدينة حالة من الاحتقان بين الطرفين، قبل أن تعمد القوات العمومية والسلطات إلى مصادرة السلع التي تضبطها لدى الباعة في أماكن منعت فيها العرض، هذا وتصادفت "الدورية" مع فتاح و حاصرته وعملت على مصادرة بضاعته وعربته والميزان الالكتروني الذي كان بحوزته، وهو ما ولدى لديه وفق نفس المصدر شعور ب"الحكرة" قبل أن يعمد إلى إضرام النار في جسده، حيث أصيب بحروق على مستوى عنقه وأطرافه، نقل على إثرها إلى المستشفى الحسني الإقليمي بالناظور قبل أن يتقرر نقله من جديد إلى المستشفى الجهوي الفارابي بوجدة، هذا ودفع الحادث زملاء فتاح إلى خوض وقفة احتجاجية أمام بلدية المدينة والباشوية تضامنا معه. في السياق نفسه كشف مصدر مطلع أن السلطات المحلية والجماعة الحضرية وممثلي التجار اتفقوا على إنهاء حالة الفوضى وبالتالي التزام الباعة المتجولين بالبيع في أماكن مخصصة لهم بالمدينة، وهو ما لم يستجب له العديد منهم، قبل أن تشرع السلطات في شن حملة عليهم لمصادرة سلعهم لإجبارهم على الالتزام بالاتفاق المعني، كما أن التجار المنظمين سبق لهم أن تقدموا بعدة شكايات حول محاصرة نشاطهم من قبل الباعة المتجولين، فيما ساكنة المدينة سبق لها أيضا أن عبرت عن قلقها من المخلفات التي يتركها ورائهم هؤلاء الباعة.