عرف الأسبوع الماضي مجموعة من المشادات، الشديدة اللهجة، بين كل من المسرحي عبد القادر البدوي، ووزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي. وذلك بسبب دعم الدورة 41 من مهرجان المسرح، الذي تنظمه فرقة البدوي بإفران. في صراع بين المسرحي عبد القادر البدوي ووزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي، حول دعم مهرجان المسرح الذي ينظمه «مسرح البدوي» بمدينة إفران، أصدر البدوي بيانا شديد اللهجة ضد الصبيحي، كرد فعل تجاه الإجراءات التي اتخذها الوزير في حق الفرقة المسرحية. إذ أكد المسرحي، الذي توجه إلى مكتب الصبيحي في الأسبوع الماضي، أنه تمت معاملته بطريقة غير لائقة من طرف وزير الثقافة. وفي البيان ذاته، الذي توصلت «أخبار اليوم» بنسخة منه، اعتبرت فرقة البدوي أن القطاع الثقافي يعرف سوء تدبير، مطالبين الوزير الوصي على القطاع بالرحيل. وقد أكد البيان على أن الفرقة المسرحية تتعرض ل»مسلسل من الإقصاء الممنهج»، من جميع التظاهرات التي تنظمها وزارة الثقافة، كما أنه يتم استبعادها من كل لقاءات الوزير. ويشير البيان الاستنكاري إلى أن وزير الثقافة ألغى الدورة 41 لمهرجان مسرح البدوي بمدينة إفران، وقد كان هذا هو السبب الرئيسي الذي أشعل فتيل المشادات بين البدوي والصبيحي. وجاء في نص بيان الفرقة أن الفنانين والمبدعين انتظروا على غرار الشعب المغربي، بكل فئاته محصلة عمل سنة من عمر حكومة ما بعد الربيع العربي والحراك الشعبي والدستور الجديد، خاصة محصلة عمل السيد وزير الثقافة، الذِي رأته الفرقة مفتقداً لمشروع ثقافي واضح، ولتصور ما يجب أن يقدمه المسرح المغربي، باعتباره جزءًا أساسياً من المشروع الثقافي الذِي يفترض أن يكون وطنيا. وزادت فرقة البدوي في تقديمها لتقييم عمل الوزير «سوء اختياره لمعاونيه الذين يأتِي على رأسهم مستشاره لشؤون المسرح الذي لا علاقة له أيضا بالمسرح، لا من قريب أو من بعيد، سواء على المستوى الأكاديمي أو على مستوى الخبرة الفنية والمسرحية، مما يؤكد بأن السيد الوزير لا زال يعتمد سياسة أهل الثقة وليس الكفاءة، ناهيك عن سيادة روح البيروقراطية التي تستنزف طاقة ووقت الفنان، مما يؤثر سلبيا على عطاءاته الإبداعية». من جهتها، أصدرت وزارة الثقافة بيان حقيقة، نفت عبره ما جاء في بيان مسرح البدوي، قائلة إنَه منذ تولي محمد الأمين الصبيحِي مسؤولية وزارة الثقافة، والباب مفتوح لكل الفناين والمبدعين، ومن بينهم عبد القادر البدوي الذي تم استقباله غير ما مرة، احتراما وتقديرا لتاريخه وإسهاماته في المجال المسرحي». كما نفَى البيان المذكور أن يكون البدوي قد تطرق في اجتماعاته بالوزارة لمشاكل القطاع المسرحي، أو أن يكون قد تقدم بأي اقتراحات أو أفكار تهم تطوير الإبداع المسرحي، مضيفا أنَ همه الأساسي انصبَ على الحصول على الدعم المالي، دون المرور عبر القنوات المخصصة لهذا الدعم وبشكل ابتزازي كبير. وعرضت الوزارة، من خلال بيان الحقيقة، بعض تفاصيل الدعم المقدم من طرف الوزارة لمسرح البدوي خلال السنتين الماضية والجارية، حيث أوردت أنها خصصت لفرقة مسرح البدوي خلال أقل من سنتين حوالي 750.000,00 درهما، إلى جانب توفير النقل لجولات الفرقة بواسطة سيارة المسرح الوطني محمد الخامس، كما أكدت الوزارة في إطار تكريمها للمسرحي الكبير عبد القادر البدوي، التزامها بطبع كتاب جديد عن حياته. وقد ختمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن الأخلاق والشيم والتربية السياسية للوزير محمد الأمين الصبيحي لا تسمح له بالقيام بما ادعاه البيان في حق أي كان، ويمكن التحقق من ذلك من خلال كل المثقفين والفنانين والمبدعين والموظفين الذين استقبلهم الوزير. وأضاف أن كل ما جاء في هذا البيان الانفعالي والمشحون بالهم الشخصي والهدف الريعي، لن يثنيه عن مواصلة عمله في إطار مشروع واضح ومعلن أمام الرأي العام وجمهور المهتمين، وكذا نواب ومستشاري الأمة.