شيعت بعد صلاة عصر اليوم جنازة القيادي في حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، احمد الزايدي، في مسقط رأسه بمدينة بوزنيقة، حيث ووري الثرى في مقبرة أولاد الشراط بضواحي بوزنيقة، وسط حضور أمني كثيف عاشته المدينة. وانطلقت الجنازة من مسجد السلام بالمدينة، بموكب كبير من السيارات والراجلين الذي خرجوا مرددين، عباراة واحد "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وغصت مدينة بوزنيقة اليوم بجموع من المشييعين الذين قدموا إليها من مختلف المدن المغربية من أجل تشييع جثمان القيادي الاتحادي الراحل. ومنذ ساعات الصباح الأولى، عاشت شوارع المدينة حالة استثنائية، حيث قدر عدد الوافدين إليها بالآف، مما جعل حالة السير في غاية الصعوبة. حضر القصر والحكومة جنازة الفقيد الزايدي جمعت ما تفرق في السياسة، من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، حضر ثلاثة مستشارين للملك: هم فؤاد علي الهمة، عمر عزيمان، وعبد اللطيف المانوني، ورئيس المجلس الأعلى للحسابات إدريس جطو، بالإضافة الى شخصيات كبيرة في الدولة. وعرفت جنازة أحمد الزايدي حضور جل وزراء الحكومة، حيت حضر رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، ووزير الدولة عبد الله باها، ووزير الداخلية محمد حصاد، وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، ووزير العدل مصطفى الرميد، ووزير التجهيز عبد العزيز رباح، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية إدريس الأزمي، ووزير السكنى وسياسة المدينة نبيل بن عبد الله، والوظيفة العمومية محمد مبديع، ووزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، وغيرهم من الوزراء. حضور أقصى اليسار واليمين الزعماء التاريخيون للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حضروا، ولعل أبرزهم محمد اليازغي، ومحمد الأخصاصي، كما لم يفوت هذه اللحظة مجموعة من قيادات الإتحاد الحاليين، وفي مقدمتهم، إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب، وعبد الهادي خيرات، وحسن طارق وغيرهم من رفاق الزايدي. جل الأحزاب المغربية، شيعت جثمان أحمد الزايدي، حيث حضر قياديون ونواب برلمانيون من العدالة والتنمية، والاستقلال، والأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، بالإضافة إلى قيادات من اليسار. عبد الله الزايدي، أخ أحمد الزايدي، لم يتمالك نفسه قبل صلاة الجنازة، وانهمرت عيناه بالدموع، حيث عبر عن حزنه الشديد لرحيل أخيه الأكبر، داعيا من الله ان يتغمده بواسع رحمته. سياسيون، ونقابيون، وفنانون، وحتى مواطنون عاديون بدت عليهم علامات الحزن والأسى لرحيل أحمد الزايدي، حيث عرض العديد منهم لمناقب الفقيد، الذي اعتبروه خسارة فادحة للمنطقة، والمشهد السياسي، والمغرب بشكل عام. وقال عبد الهادي خيرات القيادي في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، في تصريح "لليوم24" إن الحزب فقد واحدا من أبرز قياداته، ورموزه، معتبرا "أن وفاته هذه هي فاجعة حقيقية أصابت عائلته الصغيرة قبل الكبيرة، واصفا إياه بالإنسان المعطاء الذي أعطى في كل المجالات، خاصة في المجال السياسي والبرلماني والإعلامي حيث وضع أول لبنة في قناة العيون الجهوية، وكان أول رئيس لنادي الصحافة. نعي خيرات للزايدي، لم يتوقف عند هذا الحد، بل اعتبره "الإنسان الوفي ذو القلب الأبيض، الذي قل نظيره في المشهد الحزبي والسياسي المغرب". وفي الطريق إلى مقبرة أولاد الشراط، وبينما كان العديد من المشيعين يمنون النفس بحضور مراسيم الدفن، تعرقلت حركة السير، مما جعل مجموعة من السيارات، تتوقف في الطريق، نظرا لكثرة السيارات وضيق الطريق الوطني الرابط بين جماعة أولاد الشراط ومدينة بوزنيقة، مما حال دون وصول اكثر من نصف أولئك الذين انطلقوا من المسجد حضور مراسيم الدفن.