غيّب الموت صباح اليوم الكاتب والباحث التونسي عبد الوهاب المدب المقيم بفرنسا، بعد مسيرة فكرية وإبداعية وإعلامية حافلة. إذ أوردت وسائل الإعلام الفرنسية أن الراحل فارق الحياة عن سن تناهز 68 سنة، متأثرا بحالته السرطانية المتقدمة. عرف عبد الوهاب مدب، على الخصوص منذ سنة 1997، بتنشيطه البرنامج الثقافي "ثقافات الإسلام"، الذي تناول فيه الآثار الثقافية العميقة التي أنتجها الإسلام على امتداد قرونه الأربعة عشر. إذ من المفترض أن تبث آخر حلقات هذا البرنامج يومه الجمعة على الساعة الثالثة بعد الزوال، بحسب ما أوردته إذاعة "فرنس كولتور". وقد اشتهر الراحل، إلى جانبه برنامجه الثقافي الشهير، بكونه مفكرا روائيا وشاعرا ومترجما وكاتب مقالات وسيناريو. كما مارس مهنة الإنتاج في الإذاعة الثقافية الفرنسية منذ سنة 1997. ففي مجال الفكر، عمل على تفكيك ومساءلة رهانات الحضارة في زمننا الحاضر، مسلطا الأضواء على العلاقة بين الشرق والغرب، خاصة بين الإسلام وأوربا. وقد تناول القضايا ذاته في العديد من رسائله الأسبوعية، التي بثتها إذاعة "ميدي 1″. وكان مدب قد شغف بالآداب والفنون. إذ درس بعد التحاقه بفرنسا منذ سنة 1967 الأدب وتاريخ الفنون في جامعة السوربون (باريس 5). كما شغل الراحل منصب مدير تحريري في منشورات السندباد طيلة أكثر من 13 سنة (1974- 1987)، حيث ساعد على التعريف بأعمال كبار المتصوفين أمثال ابن عربي والحلاج والرومي، الخ. وعمل كذلك على نشر أعمال كبار الأدباء العرب المعاصرين أمثال الطيب صالح، ونجيب محفوظ، وصنع الله إبراهيم، وأدونيس وغيرهم. وأشرف أيضا على مجلة "ديدال" الدولية والمتعددة التخصصات. وللكاتب عدة مؤلفات منها: "رهان الحضارات" الصادر عن دار "سوي" الفرنسية و"أوهام الإسلام السياسي" و"ربيع تونس: تحول التاريخ" وغيرها.