بعدما تعذر عليه إتمام تصوير فيلمه «إرهاب»، الحاصل على أكبر دعم سينمائي سنة 2011، مر المخرج هشام عين الحياة للاشتغال على مشروع سينمائي طويل جديد يتمحور حول الأطفال المشردين بالمغرب، بدعم سويسري. قبل إنهائه تصوير فيلمه «إرهاب»، الذي توقف بعد إتمام أزيد من 95 في المائة من مجموع مشاهده، بعد اختفاء منتجه عن الأنظار ومعه 200 مليون من أموال دافعي الضرائب، يستعد المخرج المغربي هشام عين الحياة لتصوير فيلم روائي طويل جديد بين المغرب وسويسرا عن أطفال الشوارع بالمغرب، بإنتاج سويسري، ما يعني أن الفيلم سينسب إلى سويسرا، في ظل غياب إمكانية الإنتاج المشترك بين البلدين. وكشف المخرج هشام عين الحياة، في حديث جمعه ب« اليوم24»، أن الفيلم الجديد، الذي يمثل دراما تعكس صورة الطفولة المغربية المغتصبة المتخلى عنها والمهمشة، ويتتبع مسار مجموعة منهم على مدى ثلاث مراحل، كتب له السيناريو وتقدم به إلى شركة إنتاج بسويسرا، حيث أقام هناك عدة سنوات، رغبة منه في استئناف عمله كمخرج سينمائي، بعدما اضطر إلى التوقف بسبب اختفاء منتج فيلمه المعلق «إرهاب»، محمد نوري، منذ ما يزيد عن سنة ونصف إلى حدود اليوم. وقال عين الحياة إنه اختار الشركة السويسرية، لصاحبها المنتج جون مارك، لإنتاج فيلمه الجديد، علما أنه سبق له التعامل معه ببيعه مجموعة سيناريوهات أفلام طويلة (لم توقع باسمه)، وهي الشركة التي ستستفيد أيضا من دعم محتمل من قبل الدولة السويسرية لإنتاج هذا الفيلم، وذلك بعدما تعذر على المخرج المغربي طلب دعم المغرب لفيلمه الجديد، لأن القانون يمنعه من ذلك قبل أن يخرج فيلمه المتوقف إلى القاعات السينمائية. وأضاف المخرج أنه يتمنى أن يجد المركز السينمائي حلا لإنهاء فيلم «إرهاب»، حتى يتأتى لفيلمه الجديد عن أطفال الشوارع بالمغرب أن يوقع كإنتاج مشترك بين المغرب وسويسرا. ويقول عين الحياة: «عيب أن نصور فيلما عن أطفال المغرب، وأكثر من ثلثي مشاهده بالمغرب، بأموال سويسرية، ويحرم من أن يخرج إلى العالم كإنتاج مغربي لأسباب خارجة عن إرادة مخرجه المغربي». وسيلعب دور البطولة في هذا العمل السينمائي الجديد كل من الممثلة الشابة نبيلة احرفان، والممثل القدير محمد الشوبي، بالإضافة إلى الممثلين هشام الوالي ورفيق بوبكر، وآخرين يصل عددهم إلى 27 ممثلا. وكان عين الحياة أوضح، في حديث سابق ، أن توقف تصوير فيلمه «إرهاب» أثر سلبا على الممثلين والتقنيين المشاركين في العمل، الذين تقدموا بشكايات في الموضوع إلى المركز السينمائي، في انتظار رد هذا الأخير، الذي ذكر أنه وجه استدعاء إلى المنتج وينتظر حضوره، حسب ما أورده المخرج عين الحياة، الذي قال إن آخر زيارة له للمركز السينمائي في الموضوع كانت قبيل رمضان الماضي. وأكد المخرج، في حديث سابق ، أن الحجة التي قدمها المنتج عند بداية توقيف تصوير «إرهاب» كانت هي انتظاره تسلم الشطر الثالث من الدعم الذي حظي به الفيلم سنة 2011 (وكان أكبر دعم قدم خلال تلك السنة)، وهو أمر عار من الصحة، حسب عين الحياة، إذ إن المنتج «تسلم الشطرين الثاني والثالث أيضا من المركز السينمائي، أي مبلغ 300 مليون سنتيم، من مجموع الدعم الذي حصل عليه، وهو 400 مليون سنتيم»، يقول المخرج، مؤكدا أن ما صرف على تصوير الجزء المنتهي من الفيلم لم يتعد 100 مليون سنتيم. وتساءل المخرج عن مصير باقي المبلغ قائلا: « أين هي 200 مليون الأخرى التي تسلمها المنتج، وهي من أموال عموم الشعب ودافعي الضرائب؟».