في سياق الجدل الذي أثارته قضية البريطاني "راي كول" الذي اعتقل في المغرب بتهمة الشذوذ الجنسي، قبل أن يتم إطلاق سراحه، نشر موقع "البي بي سي" بالانجليزية تقريرا حول تساهل المغرب مع المثليين خلال السنوات السابقة، مشيرا إلى أن المغرب "كان في وقت من الأوقات جنة للمثليين"، حيث "كان قبلة للمثليين، وأغلبهم كانوا من الكتاب والروائيين إضافة إلى السياح العاديين"، على حد تعبير البي بي سي. وأعادت حادثة اعتقال البريطاني "راي كول" وصديقه المغربي، في مراكش بتهمة الشذوذ الجنسي، ذاكرة الصحفي "ريتشارد هاميلتون" كاتب التقرير إلى تلك الفترة. وذكر التقرير، أنه في خمسينيات القرن الماضي، قصد العديد من الانجليز و الأمريكيين المغرب لأنه كان في تلك الفترة أكثر تسامحا، حيث كانوا يعيشون تحت ضغوط اجتماعية وسياسية كبيرة في بلدانهم. ويحكي التقرير قصة الكاتب "وليام بوروغ" المعروف بمثليته، الذي كتب في سنة 1950 ، واحدة من الروايات الأكثر شعبية في ذلك الوقت تحت عنوان "الغذاء العاري"، التي تم حضرها في الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعوى "الفحش"وبموجب قوانين محاربة الفاحشة وتبدأ قصة الكاتب من مدينة طنجة التي قضى بها عدة سنوات، وبالتحديد في فندق يسمى "El Muniri" ويحكي في سيرته الذاتية قصته مع الشذوذ والمخدرات، حيث كان مدمنا على الحشيش والكحول. ولا تزال صورة "بوروغ"، بالأبيض والأسود معلقة على جدران الغرفة رقم تسعة بالفندق. وصرحت العائلة التي تمتلك الفندق أن غرفه كانت تحجز من طرف مواطنين أميركيين يأتون لزيارة "بوروغ"، أغلبهم كتاب أيضاً، ضمنهم الروائي الأميركي الشهير "بول بولز"، الذي كان يقيم بالغرفة رقم سبعة، والشهير بروايته "السماء الواقية". ويضيف التقرير، أنه على مدى عقود من الزمن، كانت مدينة طنجة ومدن مغربية أخرى تشكل مناطق تجذب السياح المثليين، وقد وصفها الأكاديمي الإنجليزي أندري هوسي في التقرير ذاته بكونها "يوتوبيا" خطيرة، وهي إشارة إلى المجتمعات التي تسعى لخلق مناطق مثالية، واصفا إياها "بذات الملذات غير المعروفة". ويضيف الأكاديمي "هرب الأميركيون عام 1950 من مجتمعهم القمعي حيث كان الشذوذ الجنسي محظوراً، وآنذاك كانت المواقف في المغرب أكثر تساهلاً، وكان كل شيء سرياً دون خوف من المضايقة"، مشيرا إلى أن سكان المدينة كانوا في حاجة ماسة إلى المال، ويوفرون الحشيش المحلي للبيع قصد جنيه ما يجعلهم بعيدين عن أي مضايقة.
شاهد أيضا * القضاء يخضع لضغوط دبلوماسية وإعلامية ويفرج عن الشاذ البريطاني » * جريدة بلجيكية: مستغلوا الأطفال عبر العالم يجدون في المغرب "جنة"للجنس »