– محمد سعيد أرباط: تطرقت مجلة "بي بي سي" البريطانية في عددها الاخير الصادر اليوم الأحد، إلى موضوع الشذوذ الجنسي الذي كان يمارسه الغربيون بحرية تامة في المغرب خاصة في مدينة طنجة سنوات الخمسينات، قبل أن يتغير الحال الآن ويصبح أصحابه مهددون بالسجن. وجاء تقرير البي بي سي على خلفية قضية البريطاني راي كول (70 سنة) الذي كان قد حكم عليه بالسجن 4 أشهر بتهمة "الشذوذ الجنسي" بمراكش قبل أن يتم الافراج عنه مؤخرا نتيجة الضغوطات البريطانية القوية. وأعد التقرير الصحفي الانجليزي ريشارد هميلتون الذي زار طنجة وقام بزيارة فندق المنيرية الذي كان قد حل به الكاتب الأمريكي الشهير ويليام بروز الذي اشتهر بروايته "الغذاء العاري" التي تعد بالنسبة للغربيين مثل رواية "الخبز الحافي" بالنسبة للعرب، إضافة إلى اشتهاره بشذوذه الجنسي وممارسته. وعاد التقرير إلى منتصف القرن العشرين عندما كانت مدينة طنجة تعيش تحت النظام الدولي حيث ذكر كيف كان يجد الغربيون حريتهم في الممارسات "الشاذة" خاصة فئة الكتاب الأمريكيين والغربيين بصفة عامة. وأورد صاحب التقرير أسماء كتاب مثل جان جينيه، وتينسي ويليامز، وترومان كابوتي، وأندري جيد، وجو أرتون، إضافة إلى رفقاء ويليام بروز المشتهرين باسم "الجيل المنهزم" (bit generation) كألن غينسبرغ وجاك كيرواك الذين جذبتهم مدينة طنجة لممارسات ميولاتهم الجنسية المثلية بكل حرية. وأوضح التقرير أن من أسباب ذيوع شهرة طنجة في ممارسات الشذوذ بمختلف أنواعه في هذه الفترة يعود بالدرجة الاساسية إلى الفارق الطبقي الذي كان بين الغربيين والسكان المغاربة المحليين. مشيرا في هذا السياق أن الغربيين كانوا يستغلون فقر المغاربة لممارسة ميولاتهم الجنسية المثلية بعد إغرائهم بالأموال، وهو ما دفع بالعديد من الكتاب المذكورين إلى القول عن هذه الفترة بأن " كل شيء قابل للبيع في طنجة إذا كنت تملك المال". كما أن هذا ما جعل مدينة طنجة بالخصوص والمغرب بصفة عامة تعد بمثابة جنة للشواذ الغربيين الذين كانوا يأتون للممارسة ميولاتهم بحرية تامة بعيدا عن المضايقات والمتابعات القانونية التي كان معمولا بها آنذاك في الدول الغربية خاصة أمريكا التي هرب منها جيلا مهما من الكتاب نحو طنجة لتفجير مكبوتاتهم المثلية في فندق المنيرية وأماكن أخرى.