كشف حقوقيون في ندوة صحافية مشتركة عقدتها ثلاث هيئات حقوقية في آسا إلى جانب اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان أول أمس (السبت)، عن شهادات ضحايا الأحداث، كما قدمت كل هيئة تقريرها الحقوقي بخصوص ما وقع من تجاوزات واعتداءات على حد تعبيرهم. الندوة الصحافية التي دامت نحو ساعتين أطرتها العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان والرابطة الإقليمية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان واللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بشريط مرئي يؤرخ للأحداث بالصوت والصورة، حيث علق عليها طفل بنبرات حارقة «تكشف حالات اقتحام متاجر ونهب ممتلكات، فضلا عن تقديم شهادات مباشرة لحالات اعتداء في الأجساد والممتلكات الخاصة». أولى الشهادات كانت لحالة دويهي (متقاعد) «الذي تعرض للاختناق»، وكذا حالة الساعيدي فاطمتو «أثناء مطاردتها من قبل القوات العمومية»، وحالة الصنبي (موظف بعمالة إقليم آسا) «الذي تعرض بيته للاقتحام وأُشبع ركلا ورفسا أمام أبنائه وتعرضت ممتلكاته للاعتداء والكسر مما أسقط جنين زوجته». وهو ما اضطر الضحية إلى فتح بيته إلى اليوم لزيارته من قبل أيّ كان للاطلاع عن كثب على ما وقع له، إضافة إلى شهادة حبتي حميدة زوجة مالك محل تجاري بشارع بوعسيرية «تعرض للنهب والسرقة وكسرت ممتلكاته». ممثل اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان البشير إيكيدر أوضح شهادته أن هيئتهم الحقوقية عبر اللجنة الموفدة من قبل مجلس اليزمي رصدت وقائع الأحداث واستمعت إلى شهادات الضحايا وزارت البيوت والمحلات التجارية المقتحمة من طرف القوات العمومية، كما استمعوا للأعيان والمنتخبين والسلطات، وكذا والدة الضحية رشيد الشين. و ندد المشاركون في هذه الندوة باسم الهيئات الحقوقية ب»الاستعمال المفرط للقوة والعنف المضاد» وطالبوا بفتح تحقيق حول دواعي استعمال القوة وفتح تحقيق نزيه ومحايد حول وفاة الشاب رشيد الشين على اعتبار أن المغرب لا يتوفر إلا على مركز واحد للتشريح الطبي بالدار البيضاء، وبالتالي «من حق والدته أن تطالب بتشريح دولي خارج المغرب ضمانا لحقها في الوصول إلى الحقيقة كاملة، وكذا جبر الضرر الفردي والجماعي لساكنة المنطقة». كما ستبرمج جلسات استماع موسعة لضحايا الأحداث، وتأسيس ائتلاف حقوقي محلي مع دعوة قوافل حقوقية لزيارة المنطقة والوقوف على ما خلفته أحداث آسا من خسائر مادية وبشرية حسب إفادة الحقوقيين الذين أطروا الندوة.
47 جريحا في صفوف العسكريين و17 آخر في صفوف المدنيين
كشف مندوب وزارة الصحة بإقليم آسا الزاك عن حصاد المواجهات التي اندلعت بالمنطقة الأسبوع الماضي مخلفة قتيلا واحدا و 17 جريحا في صفوف المدنيين و47 حالة في صفوف القوات المساعدة، وذلك في لقاء عقده الفرع المحلي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان لتقصي الحقائق في الأحداث التي شهدتها المنطقة. وأوضح نائب رئيس الفرع الحقوقي بوجمعة بوتميت في اتصال هاتفي مع « اليوم24» أن مندوب الصحة بآسا الزاك أفاد إثر الاستماع إلى شهادة المسؤول الصحي في الأحداث أن «نتائج التحقيق الأولي في ظروف وملابسات مقتل الشاب « رشيد الشين « إثر المواجهات التي اندلعت يوم الإثنين 23 شتنبر 2013 بآسا، خلصت إلى أن الضحية توفي بشكل غير طبيعي، دون إعطاء المزيد من التفاصيل، في انتظار نتائج تشريح الجثة من طرف الجهات المختصة بمدينة أكادير». وأوضح مندوب الصحة بإقليم آسا الزاك، نقلا عن المسؤول الحقوقي، أن «حصيلة المواجهات التي عرفتها مدينة آسا يومي 23/24 شتنبر2013 كانت جد ثقيلة بلغت 64 جريحا، وأن ثلاث حالات في صفوف العسكريين استدعت نقلها إلى المستشفى العسكري بكلميم نتيجة تعرضها لكسور في أنحاء مختلف من الجسم. فيما استقبل المستشفى المحلي بشارع لعوينة باقي الحالات»، مؤكدا في الآن نفسه على «أن أغلب المصابين في الأحداث من المدنيين، لا يحبذون فكرة الذهاب للمستشفى مخافة اعتقالهم من لدن السلطات»، يروي مصدر « اليوم24» الحقوقي. من جهة أخرى، التقى ممثلون عن قبائل «آيت أوسى» في أوروبا سفير المغرب بباريس شكيب بنموسى وسلموا لهذا الأخير مطالب القبيلة الصحراوية ونظائر منها موجهة إلى كل من رئيس الحكومة ووزير العدل والحريات ووزير الداخلية والوزير المكلف بالجالية بالخارج، مطالبين بعقد لقاء عاجل مع ممثلي قبيلتهم حسب بيان صدر عنهم . كما طالب ممثلو القبيلة نفسها في فرنسا ب»فتح تحقيق نزيه وشفاف حول الأحداث الأخيرة وحول مقتل ابن القبيلة « رشيد الشين»، والإفراج عن جميع المعتقلين في هذه الأحداث وترسيم الحدود مع القبائل الأخرى حسب وثيقة 1936، حسب لغة البيان الصادر عنهم باللغتين العربية والفرنسية والذي حصلت « اليوم24» على نظير منهما.