إنها سنة 1996، لا عيد هذه السنة، والسبب هو الجفاف، لكنها ليست الأولى التي لن يذبح فيها المغاربة أضاحيهم على الرغم أن "الأضحى" سنة مؤكدة، بل كانت الثالثة التي يُلغى فيها بقرار ملكي، بعد المرة الأولى سنة 1963 حين كان المغرب يعيش أزمة اقتصادية خانقة في أوج حرب الرمال التي خاضها ضد الجزائر، والثانية سنة 1981 وكان المغرب يمر بأزمة جفاف زاد من استفحالها برنامج التقويم الهيكلي لحكومة المعطي بوعبيد. شاهد أيضا * مغاربة يطلقون تحدي البحث عن القطط يوم العيد » * طرائف العيد .. خروف ينتحر وآخر يهرب عبر الطريق السيار » قرارات الحسن الثاني هذه، لم تجد دائما الصدى الطيب لدى أبناء الشعب المغربي، فبين من اختار "ذبح الأضحية سرا"، إما عن طريق اللجوء إلى قُرى ومداشر بعيدة، أو الذبح يوما قبل العيد أو ليلا، مع الحرص على حرمان أنفسهم من "البولفاف" و"الشواء"، وذلك خوفا من أعين الحسن الثاني التي كانت منتشرة في كل مكان حينها. هروب خروف بالطريق السيار وبخلاف من اختاروا الاحتفال سرا، فهاك مناطق كان لها خيار آخر، إذ شهدت منطقة كلميمة بالجنوب الشرقي، صبيحة عيد سنة 1981 الذي تم إلغاؤه من طرف الحسن الثاني حدثا غريبا، بعد أن اكتشف الناس كلبين مذبوحين ومعلقين على جدار "قصر كلميمة" و تحتهما جملة كتب فيها، "عيد أنت يا حسن بالكبش أما نحن فسنأكل الكلاب"، بعد أربع سنوات من الحادث تم اعتقال الفاعلين، ليسلخوا سلخ الخروف يوم العيد، حسب شهادة أحدهم أمام هيئة الإنصاف و المصالحة.