انضاف المناضل السياسي اليساري المعروف الراحل أبراهام السرفاتي، إلى لائحة المثقفين والسياسيين المغاربة، الذين تبرعوا برصيد مكتباتهم من الكتب والمجلات والأرشيفات، وآخرهم الروائي والوزير السابق محمد الأشعري، الذي تبرع بكتبه لخزانة دار الثقافة بمولاي إدريس زرهون. إذ أهدى موريس السرفاتي رصيد والده من الكتب للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية الجمعة الماضي، يضم أزيد من 1500 كتاب ومجلة.. تبرع موريس السرفاتي، ابن المناضل اليساري الراحل أبراهام السرفاتي، برصيد مكتبة والده لفائدة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط يوم الجمعة الماضي. إذ يضم هذا الرصيد 1537 عنوانا، عبارة عن كتب ومجلات ودوريات في مجالات علمية وفكرية مختلفة. وينضاف هذا الرصيد إلى المناضل أبراهام السرفاتي، الذي وافته المنية يوم 18 نونبر 2010، إلى سلسلة المكتبات الخاصة التي توصلت بها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة. وبهذه المناسبة، وقع كل من إدريس خروز، مدير المكتبة الوطنية، وموريس السرفاتي، عن عائلة السرفاتي، اتفاقية بهذا الشأن يوم الجمعة الماضي بمقر المكتبة الوطنية، تسلمت المكتبة بموجبها 1537 عنوانا، من بينها 505 من المجلات والدوريات في مجالات علمية وفلسفية. في هذا السياق، اعتبر إدريس خروز، أن مكتبة أبراهام السرفاتي تمثل قيمة مضافة إلى التراث المغربي داخل المكتبة الوطنية، مشيرا إلى أنها تكتسب قيمة رمزية كبيرة، على اعتبار أنها تحمل اسم رجل سياسي من طينة نادرة. كما اعتبر أن مكتبته تعكس، من خلال رصيدها، تاريخ المغرب في القرن العشرين، مؤكدا على أن هذا الجانب هو الذي يمثل أهميتها الفكرية والعلمية. في حين، قال إبراهيم إغلان، رئيس قسم الأنشطة الثقافية والتواصل بالمكتبة، إن تبرع عائلة السرفاتي بهذا الرصيد يعتبر سلوكا حضاريا راقيا، مشيرا إلى أن هذا الرصيد يكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلى الباحثين والمهتمين بتاريخ المغرب وتراثه. من جهته، صرح موريس السرفاتي، في اتصال هاتفي لجريدة « اليوم24» أول أمس، أنه كان من الضروري أن تتم عملية التبرع، موضحا أن الواجب هو الذي أملى هذا الفعل، دون أن يكشف الأسباب التي جعلت عائلته تقرر التبرع بهذا الرصيد في هذا الوقت بالذات. كما كشف أن الرصيد يتكون أساسا من كتب في التاريخ والفلسفة والاقتصاد والفن والسياسة وفلسفة السياسة، إلخ. ومن أهم الكتب التي أهداها للمكتبة الوطنية، كما يكشف موريس السرفاتي، أعمال المفكر والاقتصادي المصري المعروف سمير أمين. جدير بالذكر أن تاريخ الثقافة المغربية الحديثة والمعاصرة شهدت تبرعات كثيرة بالكتب، من بينها تبرعات كل من عبد الله كنون، الذي يعد من أوائل الكتّاب المعاصرين الذين تبرعوا بأنفس ما في مكتبته من أمهات المؤلفات، وكذا عبد الهادي أبو طالب، وعبد الله العروي، والمؤرخ والفقيه محمد داود، والفقيه أبو عبدالله محمد بن الطيب بن محمد الصبيحي، اللذين فتحا مكتبتيهما أمام عموم الجمهور، الأولى في تطوان تديرها ابنته حسناء داود، والثانية في سلا يديرها وزير الثقافة الحالي محمد الأمين الصبيحي. ومن الكتاب الذين تبرعوا ليس بالكتب، بل بالمال أيضا، الشاعر محمد بنطلحة وعبد الحق المريني وعبد الهادي التازي، بالإضافة إلى آخرين.