وصلت أسعار كراء المنازل المحيطة بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة إلى مستويات قياسية في عز الدخول الجامعي، حيث أكد طلبة استقت "اليوم24″ تصريحاتهم أن أسعار الكراء وصلت إلى 4000 درهم بحي القدس القريب من الجامعة، وأيضا بحي الأندلس المجاور. ارتفاع الأسعار يفسره الطلبة بارتفاع الطلب على السكن، حيث أن أعداد الطلبة الوافدين على كليات الجامعة الأربعة (الحقوق، الأداب، العلوم، الطب) والمؤسسات العليا التابعة لها في تزايد. ويقول سعيد الحموتي، وهو طالب قادم من نواحي الناظور يسعى إلى متابعة دراسته بإحدى كليات الجامعة، "منذ أسبوع قبل انطلاق الامتحانات الاستدراكية وأنا أبحث عن مسكن قريب من الجامعة، لكن دون جدوى". الحموتي، الذي لم يجد التخصص الذي يرغب بدراسته بالكلية المتعددة التخصصات بسلوان، طرح مشكل قلة المساكن المخصصة للكراء أيضا، فبالإضافة إلى وجود العشرات من المنازل بمحيط الجامعة مغلقة من طرف أصحابها، يمتنع ملاك آخرون عن كراء منازلهم للطلبة لأسباب مختلفة، وهو أمر يراه نفس المصدر سببا في ارتفاع الأسعار. من الأسباب التي رفعت الأسعار حسب طلبة آخرين، هو دخول السماسرة على الخط، فالعديد من الملاك يضعون منازلهم رهن إشارة سماسرة، ويقوم هؤلاء غالبا بالاتفاق فيما بينهم لرفع الأسعار مستغلين فرصة الطلب المتزايد من قبل الطلبة القادمين من خارج الإقليم. ووفق ما عاينته "اليوم24″، يضطر الطلبة لتخفيف التكاليف إلى السكن في مجموعات تصل إلى 8 أشخاص، أو اختيار مساكن في أحياء بعيدة يضطرون معا إلى تحمل أعباء التنقل، أو السكن بأحياء ناقصة التجهيز كحي بوعرفة المتاخم للحي الجامعي. الحي الجامعي هو الآخر لم يعد يتسع لكل الطلبة الراغبين من الاستفادة من خدماته، فخلال الموسم الدراسي المنصرم، خاض الطلبة احتجاجات صاخبة لتمكينهم من السكن الجامعي، خاصة من جانب الطالبات، حيث أن فصيل "العدل والإحسان" أقدم على الدخول في اعتصام اتهم بعده ادارة الحي بمحاولة احتجازها الطالبات المعتصمات، وهو ما نفته الإدارة حينها. ويتوقع الطلبة أن يدفع الخصاص الكبير الحاصل في السكن الجامعي، إلى دخولهم في احتجاجات جديدة، في ظل تزايد عدد الطلبة. مصدر من رئاسة الجامعة، رفض الكشف عن هويته، توقع هذه السنة أن تزداد نسبة الطلبة المسجلين خلال الموسم الحالي بأكثر من 10 في المائة بالنظر إلى عدد الناجحين في امتحانات نيل شهادة الباكالوريا. في هذا السياق، حصلت "اليوم24″ على الأرقام المتعلقة بعدد الطلبة المسجلين خلال الموسم المنصرم، حيث بلغ عددهم خلال الموسم 2013/2014 أكثر من 40 ألف طالب (41631)، 13205 منهم مسجلين بكلية الحقوق وحدها. وفي السياق نفسه، ورغم أن عملية تسجيل الطلبة الجدد لم تكتمل بعد في المؤسسات التابعة للجامعة، إلا أن فصيل "العدل والإحسان" الذي ينظم بمناسبة كل دخول جامعي استقبالا للطلبة الجدد، كشف في بلاغ له بأنه استقل هذه السنة 10 آلاف طالب جديد بجامعة محمد الأول إلى حدود 12 شتنبر موزعين على كلية الحقوق (4 الاف)، والآداب (4 الاف)، والعلوم (الفين).