دعا تنظيما القاعدة في المغرب الاسلامي وجزيرة العرب في بيان مشترك غير مسبوق "المجاهدين" الى الوحدة في وجه "الحملة الصليبية" التي تقودها واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وفي سوريا. وقال البيان المشترك الذي نشر على الانترنت "امام هذه الحملة الصليبية الظالمة لا يسعنا الا الوقوف في وجه عدوة الاسلام والمسلمين, ضد امريكا اليهودية وحلفها اليهودي الصليبي الصفوي المرتد العدو الحقيقي للامة والملة". واكد التنظيمان انهما يتخذان هذا الموقف "نصرة لاخواننا المجاهدين على الكافرين ودفاعا عن اخواننا المسلمين اينما كانوا". ودعا البيان "المجاهدين في العراق والشام" الى "وقف الاقتتال" في ما بينهم, وتوجه الى هؤلاء بالقول "قفوا صفا واحدا من حملة امريكا وحلفها الشيطاني المتربص بنا جميعا ليكسرنا عودا عودا واجعلوا توحد امم الكفر عليكم سببا لوحدتكم عليهم". والمعروف ان تنظيم الدولة الاسلامية خاص معارك ضارية مع جبهة النصرة, جناح القاعدة في سوريا, ومع فصائل متطرفة اخرى. كما دعا التنظيمان "كل من حمل السلاح في وجه الطاغية بشار وشبيحته" الى ان لا يدعوا واشنطن "تستميلهم بمكرها" فيتحولون "بيارق في يدها محققين لمصالحها". ودعا التنظيمان المسلمين الى "البراءة من دعوات الحكام المرتدين وعلمائهم الضالين المضلين لمناصرة الامريكان الكافرين على المجاهدين", وذلك في اشارة الى دعوات اطلقها حكام ومرجعيات دينية كبيرة لقتال تنظيم الدولة الاسلامية. ويشدد التنظيمان النشطان بذلك على ضرورة الوقوف الى جانب تنظيم "الدولة الاسلامية" في وجه الحرب التي اعلنت واشنطن انها ستقودها ضده في العراقوسوريا. وقد تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة على مناطق واسعة في العراق وفي سوريا, محققا ما لم تتمكن القاعدة من تحقيقه خلال سنوات من اعمال العنف. وقللت وكالة جاينز المتخصصة في المعلومات عن الدفاع والامن من اهمية هذه الدعوة, معتبرة انها لا تعني دعما واضحا لتنظيم الدولة الاسلامية. وقالت الوكالة التي مقرها في لندن ان البيان يشكل "مثالا اخر على ان المرتبطين بالقاعدة يحاولون ايجاد مساحة تفاهم" في غمرة النزاع بين زعيم القاعدة ايمن الظواهري والدولة الاسلامية. ورجحت الوكالة ان تصدر جماعات اسلامية اخرى مزيدا من بيانات التضامن "ردا على ضربات جوية اميركية جديدة (…) لكن هذا لا يعني بالضرورة دعما متناميا للدولة الاسلامية".