شرع عدد من الجهاديين المغاربة الذين كانوا يقاتلون إلى جانب جماعة النصرة في الالتحاق بالدولة الإسلامية في العراق، مدفوعين إلى ذلك بحملات الاعتقال التي تطالهم عند العودة، فيما يتخوف الحاملون لجنسيات أوروبية من سحبها منهم بعد العودة وتسليمهم لبلدهم الأصلي بسبب نزوح مقاتلين مغاربة نحو تركيا هربا من جحيم القتال في سوريا، تشهد الحدود السورية-التركية حركة قوية لانتقال الجهاديين المغاربة من جبهة النصرة نحو ما يسمى ب «تنظيم الدولة الإسلامية»، المعروفة سابقا ب «داعش». وكشفت مصادر من داخل دولة البغدادي بشكل حصري ل «اليوم24»، أن مقاتلين مغاربة من جبهة النصرة بدؤوا يلتحقون بتنظيم «الدولة الإسلامية»، وأكد مصدر «أخبار اليوم» أن جهاديا مغربيا يتحدر من الدارالبيضاء، يشغل مركزا مسؤولا في الحدود، يتولى مهمة إقناع جهاديين مغاربة بالانضمام إلى دولة البغدادي، وساعده في ذلك موجة نزوح المغاربة نحو المدن التركية الحدودية، وقد نجح في ضم بعضهم، خصوصا وأنهم يعيشون حالة من الضياع بسبب تخوفهم من العودة إلى المغرب، أو إلى بلدانهم الأوربية في بعض الحالات، بعد أن تناهى إلى علمهم أن بلدان أوربية استصدرت قوانين سحب جنسية كل من ثبت رحيله نحو العراقوسوريا من أجل القتال. وقال مصدر إن هناك أزيد من عشرة جهاديين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن كانوا على وشك مغادرة «أرض الجهاد». وتعليقا على هذه المعلومة، قال الخبير الاستراتيجي الموساوي العجلاوي في اتصال ب « اليوم24»، إن هذه المعطيات هي بمثابة رسالة مستعجلة للدولة المغربية كي تتحرك سريعا لكي لا يتم اختطاف أو استغلال رعب الراغبين في العودة، إنها فرصة للمغرب كي يعيد نداء «إن الوطن غفور رحيم». هناك بيان المعتقلين يستفاد منه مدى رغبتهم في العودة وموقفهم من البلد، هذا البيان الذي أجلى نفورهم من هذه التنظيمات الجهادية، وعلى سلطات المغرب أن تتحرك سريعا بالاتصال مع هؤلاء والتفكير في استيعابهم على أساس أن العودة لا تعني بالضرورة السجن..». العجلاوي في حديثه مع «أخبار اليوم» ألح على ضرورة إعطاء إشارة سياسية إلى هؤلاء، مؤكدا -في الوقت نفسه- «على أن هذه الطريقة لن تحل فقط المشكل، بل سنعطي نموذج مغربيا يقتدى به على المستوى الدولي، كما حدث في تأهيل الحقل الديني». في سياق متصل، وبعد الضربتين الجويتين اللتين شنتهما الولاياتالمتحدة، الجمعة والسبت الماضيين، مستهدفة آليات عسكرية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق من أجل حماية أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، قال مصدر من مقاتلي الدولة الإسلامية في تصريح خص به « اليوم24»: «نجونا من القصف بأعجوبة لقد احترقت شاحنة بأكملها بالقرب مني. إنهم يريدون حماية أربيل، لأن جواسيسهم توجد هناك وسنقوم بفتحها..». وردا على سؤال حول وضع الجهاديين المغاربة في دولة البغدادي، قال الجهادي المغربي، هناك إخوة مكلفون بعمليات جديدة في الأنبار، ومنهم من شارك في قصف مركز قضاء خبات، غرب أربيل. فيما كشف مصدر آخر أن الجهاديين المغاربة يتمركزون بقرية حسن شام بالقرب من نهر خازر الذي يفصل حدود محافظتي أربيل ونينوى». شاهد أيظا * "داعش" تعدم ثاني قياداتها المغربية بتهمة التجسس » * "داعشي" من وجدة يسقط بنيران الفرقة ال17 بالجيش السوري »