الفيلم السعودي «وجدة» لهيفاء المنصور توفرت له كل الإمكانات المادية ليمنح جمهور مهرجان سلا، 93 دقيقة من الفرجة الممتعة، ما دفع عددا من النقاد إلى التأسف على عدم افتتاح المهرجان به. «وجدة» ثاني فيلم يعرضه المهرجان الدولي للمرأة بسلا، ضمن المسابقة الرسمية، وهو أول فيلم روائي طويل تخرجه امرأة وتصوره كاملا في المملكة العربية السعودية.الفيلم الذي كتبته وأخرجته السعودية هيفاء المنصور الغائبة عن مهرجان سلا، دون أن يعوضها أي فرد من طاقم الفيلم، ودعمه الأمير الوليد بن طلال، مالك شركة «روتانا» الذي حظي بشكر خاص في جينيريك الفيلم، (الفيلم) يظهر في قالب درامي تناقضات المجتمع السعودي، التي استغلتها المخرجة لتوجه رسائل لاذعة لمن يكرس استمراره، أبرزها مشهد يظهر ملصقا لحكام السعودية كتب عليه «دام عزك يا وطني»، في سياق مشحون بالضغوطات على الأنثى، المرأة والطفلة، يتأرجح بين التمرد حينا والانصياع أحيانا كثيرة. ويحكي الفيلم عن الصورة الدونية للمرأة التي تكرسها ثقافة المجتمع السعودي، الذي يعيش انفصاما تبرزه أحداث الفيلم، فهي العورة التي عليها أن تهرول ما إن يظهر رجل، حتى وإن كانت طفلة لم تتجاوز الثانية عشرة، ظهرت تلعب، وهي الشخص الذي تتهمه الأعراف باسم الدين بالإخلال بالشرف فقط لو فكرت في قيادة وسيلة نقل وإن كانت دراجة هوائية، على اعتبار أن سرج الدراجة «سيلامس عضوها التناسلي»، حسب أحد مشاهد الفيلم، الذي تألقت في بطولته الطفلة «وعد محمد (الصفحة غير موجودة)» وعد محمد والممثلة «ريم عبدالله» ريم عبد الله التي لعبت دور الأم. «وجدة» شريط سينمائي بلغة الحرمان والحظر، توفرت له كل الإمكانات المادية ليمنح لجمهور مهرجان سلا، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق، 93 دقيقة من الفرجة الممتعة، متعة دفعت بعدد من النقاد إلى القول عنه، في تصريحات متطابقة ل»أخبار اليوم»، «كان جديرا بأن يفتتح به المهرجان دورته هذه السنة، تبعا للجمهور النوعي الذي قد لا يحضر في باقي أيامه». أما أحداث الفيلم، وهو إنتاج ألماني سعودي مشترك، فتدور حول فتاة اسمها «وجدة»، تنتمي لعائلة من الطبقة المتوسطة، والدها موظف في شركة بترولية، غائب طيلة الوقت، ووالدتها موظفة تعاني يومياً من سائقها الباكستاني، وهي امرأة جميلة، يؤرقها الخوف من ذهاب زوجها إلى امرأة أخرى. تحلم «وجدة» دائما بامتلاك دراجة خضراء معروضة في أحد متاجر الألعاب، على الرغم من أن ركوب الدراجات محظور على الفتيات، كي تتسابق مع ابن جيرانها الطفل، الذي أدى دوره «عبدالرحمن الجهني (الصفحة غير موجودة)» عبد الرحمن الجهني، في شوارع «الحارة»، إلا أنها تخطط لتوفير مبلغ من المال يكفي لشراء تلك الدراجة، وذلك عبر بيع بعض الأغراض الخاصة بها، وأخرى تصنعها، لكن خطتها تنكشف، وتجد نفسها أمام سبيل وحيد وهو المشاركة في مسابقة لتحفيظ «القرآن» القرآن والفوز بها من أجل تحقيق حلمها بامتلاك الدراجة. تثابر وتجاهد في سبيل حلمها، وتلقي جانبا أشرطتها الموسيقية الصاخبة، دون أن تلقي تمردها وتفردها بين قريناتها، على مستوى اهتماماتها، التي تتعارض جذريا مع قوانين المجتمع السعودي. تفوز في النهاية بالمسابقة، دون أن تفوز إذ تحرمها مديرة المدرسة الشابة من المبلغ لتتبرع به في فلسطين!