أرجأت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الثلاثاء، النظر في ملف جربمة قتل بدر إلى بعد غد الخميس، بغية إتمام الاستماع إلى مرافعات دفاع المتهمين. والتمس دفاع المتهم الرئيسي في ملف جريمة قتل بدر دهسا شهر غشت الفائت، البراءة أو الحكم عليه بما قضى، والأخذ بعين الاعتبار معاناته النفسية. وأوضحت محامية هذا المتهم أنها « لن تجزم بوفاة الضحية عقب حادث الدهس مباشرة، ولكنه ظل على قيد الحياة خلال نقله على سيارة الإسعاف نحو مستشفى مولاي يوسف ». وأضافت أن « الطبيب الشرعي لم يذكر السر المؤدي إلى وفاته، وبالتالي العلاقة السببية بين الفعل والنتيجة تبقى غامضة في هذا الملف ». وكشفت محامية المتهم أشرف الملقب إعلاميا ب »ولد الفشوش » أن مؤازرها مريض نفسيا ويتناول أدوية مهدئة على إثر ذلك. تداعيات هذا المرض، بدأت بحسب المحامية، حينما تعرض إلى حادثة سير مميتة سنة 2018، أفضت إلى وفاة سائق سيارة ومرافقه؛ وأشارت إلى أنه « ظل حبيس كرسي متحرك عقب هذه الحادثة، كما أنه لم يتمكن من نسيانها ». وتعليقا على ذلك، قالت « إن مؤازرها حساس وعاطفي، حسه المرهف وتعاطفه الزائد جعلاه لا يتقبل هذا الحادث ». وأضافت، أن أثر هذا الحادث المميت أدى بمؤازرها إلى معاناة نفسية، جعلته يتناول أدوية يظل موكلها لأيام تحت تأثيرها. وأشارت في هذا السياق إلى أسماء هاته الأدوية، واستندت إلى تقارير طبية تعزز دفاعها. وقالت إن المتهم الرئيسي بقتل بدر « بريء براءة الذئب من دم يوسف »، ولفتت الانتباه إلى انحداره « من وسط مثقف، إلى جانب أنه ابن رجل أعمال ناجح، ووالدته تشرف على جمعيات خيرية وتنظم حملات تحسيسية ضد المخدرات، وتدير مدارس ». ولم تتردد المحامية في وصف الصحافة التي واكبت جريمة قتل بدر ب »الصحافة الصفراء »، بل وأفادت بأن الضابطة القضائية تأثرت بمعطيات هذه الصحافة، وذلك حينما سلطت الضوء على حادثة السير المميتة سنة 2018. وأوردت المحامية، أن « الصحافة الصفراء اعتمدت في مواقع التواصل الاجتماعي، على حادث 2018 الذي تعرض له مؤازري ونتج عنه وفاة سائق سيارة ومرافقه، لتستكمل قصة ولد الفشوش التي اختلقتها هذه الصحافة الصفراء ». وشددت على أن الضابطة القضائية « تأثرت بمعطيات الصحافة الصفراء التي جعلت من أشرف.ص، « ولد الفشوش » السفاح الذي يستأثر بقتل الأرواح، وخلقت وقائع غير صحيحة »، وأضافت أن « الضابطة القضائية ما كان عليها إنجاز محضر الاستماع ومؤازرها في حالة غير طبيعية » وعرجت المحامية نفسها، على اعتراف المتهم أمين بكونه هو الشخص الذي كان يقود السيارة أثناء الدهس؛ وقالت إن هذا التصريح أو الإقرار يأتي عقب « شعوره بالذنب » رغم تأكيد النيابة العامة أن هذا الاعتراف سيقوده إلى الإعدام. وبخصوص المتهمين الآخرين الذين اعترفوا بأن أشرف ارتكب الجريمة، تعلق المحامية على هذا المعطى بالقول، « إنهم يحاولون إبعاد الأضواء عنهم ». وأضافت أن الشريط يوثق لواقعة الضرب والسرقة، وهو الشريط ذاته الذي لم يظهر وجود مؤازرها في مسرح الجريمة. وأبرزت أن أقوال المتهمين « عبد الرفيق » و »أحمد »، « متناقضة ولا يجب أخذها على محمل الجد، لأن كل واحد يحاول إبعاد التهمة عنه وتلفيقها للآخر، خاصة وأنهما على ذمة نفس الملف ». ويتابع المتهم الرئيسي « أشرف »، « من أجل جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار سبقته جناية وصحبته جناية أخرى، ومحاولة القتل العمد والمشاركة في السرقة المقترنة بظروف التعدد والليل واستعمال العنف ثم جنحة العنف ».