كتب المنتخب الوطني المغربي التاريخ، بمروره إلى ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، عقب انتصاره بالضربات الترجيحية على إيران، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الثلاثاء، على أرضية ملعب غلورا بونغ تومو، في سورابايا الإندونيسية، لحساب ثمن نهائي نهائيات كأس العالم لأقل من 17 سنة، بعد نهاية اللقاء في وقته الأصلي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله. وبدأ أبناء سعيد شيبا المباراة في جولتها الأولى بطموح الوصول إلى الشباك مبكرا، بغية تسهيل مأمورية التأهل لربع النهائي لأول مرة، بعدما كانت آخر محطة بلغها هي ثمن النهائي سنة 2013، في أول مشاركة له في نهائيات المونديال بالإمارات، قبل أن ينهزم أمام ساحل العاج بهدفين لهدف. واضطر لاعبو المنتخب المغربي العودة للوراء لتأمين مرماهم، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لعلها تهدي لهم هدفا ضد مجريات اللعب، إلا أنها افتقدت للدقة والتركيز، في الوقت الذي اندفع المنتخب الإيراني بعدد أكبر من اللاعبين بحثا عن الهدف الأول في الربع ساعة الأولى من اللقاء، دون تمكنه من تحقيق مراده، في ظل غياب النجاعة الهجومية، والوقوف الجيد لرفاق فؤاد زهواني رفقة الحارس طه بنغوزيل. وتحولت السيطرة للمنتخب الوطني المغربي خلال الربع ساعة الأخيرة من الجولة الأولى، حيث بحث اللاعبون عن الوصول للشباك بشتى الطرق الممكنة من خلال المحاولات التي أتيحت لهم، إلا أن كل الفرص باءت بالفشل، جراء التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة بعد الوصول لمربع العمليات، سواء أثناء التسديد أو التمرير، فيما لم يفلح المنتخب الإيراني في تسجيل الهدف الأول، نتيجة تواصل غياب النجاعة الهجومية، لينتهي بذلك الشوط الأول كما بدأ على وقع البياض. ودخل أشبال الأطلس الجولة الثانية كما أنهى الأولى، ضاغطين بحثا عن الهدف الأول، وهو ما كاد أن يحققوه في أكثر من مناسبة، لولا التدخلات الجيدة للدفاع الإيراني رفقة حارسهم، فيما كان رفاقهم في الهجوم يناورون بين الفينة والأخرى وقتما سنحت لهم الفرصة، سعيا منهم لإيجاد الثغرة التي ستمكنهم من الوصول إلى شباك طه بنغوزيل، دون استطاعتهم تحقيق مبتغاهم، لتتواصل المباراة في شد وجذب بحثا عن هدف الانتصار، الذي سيعبر بصاحبه لربع النهائي، لمواجهة منتخب مالي، المتأهل على حساب المكسيك. وواصل المنتخب الوطني المغربي اندفاعه بحثا عن الهدف الأول الذي استعصى على اللاعبين في الجولة الأولى والربع ساعة من الشوط الثاني، بالرغم من المحاولات الكثيرة السانحة للتهديف التي أتيحت لرفاق محمد أمين كتيبة، في الوقت الذي استمر فيه لاعبو المنتخب الإيراني في الاعتماد على الهجمات المرتدة، التي أهدت لهم الهدف الأول في الدقيقة 74 بفضل اللاعب اسماعيل غوليزاده. وحاول أبناء سعيد شيبا تعديل النتيجة بشتى الطرق الممكنة، إلا أن الفشل كان العنوان الأبرز لكل الفرص، في ظل تواصل التسرع في إنهاء الهجمات، وكذا العارضة التي نابت عن الحارس في التصدي، فيما واصل المنتخب الإيراني الاعتماد على الهجمات المرتدة، التي افتقدت بدورها للسرعة والدقة والتركيز، وفي الوقت الذي كانت المباراة تتجه إلى النهاية، تمكن المنتخب المغربي من تعديل النتيجة في الوقت بدل الضائع عن طريق اللاعب نسيم عزوزي، منهيا المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، مر على إثرها الطرفان إلى الضربات الترجيحية، التي أهدت التأهل للمغرب على حساب إيران. وسيواجه المنتخب الوطني المغربي نظيره المالي، يوم السبت المقبل 25 نونبر الجاري، بداية من الساعة الواحدة زوالا، على أرضية ملعب ماناهان، بمدينة سوراكارتا الإندونيسية، لحساب ربع نهائي نهائيات كأس العالم لأقل من 17 سنة.