أحرز المنتخب السنغالي لقب كأس الأمم الإفريقية لأقل من 17 سنة، عقب انتصاره في المشهد الختامي على المغرب بهدفين لهدف، في المباراة التي جرت أطوارها على أرضية ملعب نيلسون مانديلا، بالجزائر العاصمة. ودخل أشبال الأطلس المباراة في جولتها الأولى مندفعين منذ البداية، أملا في تسجيل الهدف الأول مبكرا، لبعثرة أوراق المنتخب السنغالي، الذي اضطر للعودة إلى الوراء، والاعتماد على سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة، لعلها تهدي له هدفا ضد مجريات اللعب، ومن تم الحفاظ عليه للتتويج باللقب، والسير على خطى المنتخب الأول والفئات السنية الأخرى. واستمر المنتخب المغربي في هجماته، إلى أن تمكن من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 14 برأسية اللاعب عبد الحميد أيت بودلال، ليجد رفاق لاسانا تراوري أنفسهم متأخرين في النتيجة منذ الربع ساعة الأولى من اللقاء، ومطالبين بتعديل النتيجة، للمرور على الأقل إلى الضربات الترجيحية، في مباراة عرفت حضور الناخب الوطني وليد الركراكي، ومساعده محمود بنمحمود إلى جانب أعضاء من "كاف"، يتقدمهم الرئيس باتريس موتسيبي. وحاول السنغال العودة في النتيجة من خلال المحاولات القليلة التي أتيحت له، إلا أن الوقوف الجيد للدفاع المغربي رفقة حارسه طه بنغوزيل الذي كان في شبه راحة، حال دون تحقيق المبتغى، فيما ظل أبناء سعيد شيبا يناورون، سعيا منهم لإضافة الهدف الثاني، دون تمكنهم من ذلك، جراء تسرعهم في إنهاء الهجمات، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدمهم بهدف نظيف على أشبال الترانغا. وانتقلت السيطرة للمنتخب السنغالي في الجولة الثاني، بحثا عن التعادل الذي ظل مستعصيا عليه، في ظل الوقوف الجيد لطه بنغوزيل ورفاقه في الدفاع، فيما اعتمد أصدقائهم في الهجوم على الهجمات المرتدة، التي كادت إحداها أن تهدي لهم الهدف الثاني، لولا التسرع في إنهائها، لتتواصل المباراة بين الطرفين في شد وجذب، أملا في تعديل النتيجة من قبل رفاق مامادو ساديو، وسعيا من أبناء سعيد شيبا لإضافة الهدف الثاني. واعتمد لاعبو المنتخب المغربي على التسديد من بعيد، أملا في إضافة الهدف الثاني، وهو ما كادوا أن يحققوه عن طريق اللاعب عبد الحميد معالي، لو لم تذهب كرته محايدة للعارضة الأفقية، في الوقت الذي نزل فيه المنتخب السنغالي بكل ثقله على الدفاع المغربي بحثا عن التعادل، حيث كانت محاولاته خطيرة على طه بنغوزيل، الذي كان سدا منيعا لكل الفرص. وتمكن المنتخب السنغالي بعد العديد من المحاولات الفاشلة، من تعديل النتيجة في الدقيقة 79 عن طريق اللاعب سيرين ديوف من ضربة جزاء، معيدا بذلك المباراة إلى نقطة البداية، ليبحث من جديد كل منتخب عن الهدف الذي سيهدي له لقب كأس الأمم الإفريقية لأقل من 17 سنة، علما أن المنتخبين يبحثان عن اللقب الأول لهما في المنافسة. ولم يمنح رفاق مامادو ساديو الفرصة لأشبال الأطلس في العودة، بعدما تمكنوا من تسجيل الهدف الثاني برأسية اللاعب فالو فال في الدقيقة 83، ليجد المنتخب المغربي نفسه متأخرا في النتيجة في ظرف أربع دقائق، بعدما كان متقدما،.ما جعله ينزل بكل ثقله على دفاع خصمه لعله يحرز التعادل للمرور إلى الشوطين الإضافيين. وبحث أشبال الأطلس على التعادل بكل الطرق الممكنة، دون تمكنهم من تحقيق مبتغاهم، في ظل التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة، في الوقت الذي دافع فيه السنغال على تقدمهم، إلى حين نهاية المباراة بانتصاره بهدفين لهدف على المنتخب الوطني المغربي، أحرز على إثرها اللقب لأول مرة في تاريخه. وعودة لمسار الأشبال في منافسات العرس الإفريقي، كانت البداية بتحقيق الانتصار على جنوب إفريقيا بهدفين نظيفين، ثم نيجيريا بهدف نظيف، قبل أن ينهزموا في المباراة الثالثة أمام زامبيا بهدفين لهدف، تأهلوا على إثرها إلى ربع النهائي متصدرين للمجموعة، لينتصروا على الجزائر في دور الثمانية بثلاثية نظيفة، وعلى مالي في المربع الذهبي بالضربات الترجيحية. جدير بالذكر أن منتخبات المغرب والسنغالومالي وبوركينا فاسو، ستمثل القارة الإفريقية في نهائيات كأس العالم لأقل من 17 سنة، المقررة في الفترة الممتدة ما بين 10 نونبر والثاني من دجنبر من السنة الجارية، في انتظار الإفصاح عن هوية مستضيف الدورة، بعدما قام الاتحاد الدولي بسحب التنظيم من البيرو.