من منصة الملتقى العاشر لشبيبة العدالة والتنمية، بسط نائب رئيس حركة النهضة التونسية عبد الفتاح مورو واقع الحركات الإسلامية بعد الحراك الديمقراطي. القيادي التونسي، الذي حظي باستقبال احتفالي من شبيبة حزب المصباح، نوه بتجربة البيجيدي، مخاطبا شبيبته "أنظر بإعجاب إلى التفاتتكم إلى الدولة الوطنية، فقضيتكم ليس قطع يد ولا رأس بل وطن يريد للجميع الحياة الكريمة،" يتابع مورو محاضرته باسطا أمام المشاركين في ندوة "تجربة الحركة الإسلامية ما بعد الحراك الديمقراطي"، اليوم الجمعة بالرباط، نصائحه للنهوض بتجربة الحزب. واعتبر الرجل الثاني في حزب النهضة التونسي ان "الخروج من الخطاب الفضفاض إلى خطاب الواقع،" هو أول ما ينبغي على حزب العدالة والتنمية ضمان تحقيقه حاليا لتطوير تجربته في قيادة الحكومة المغربية. هذا، وميز نفس المتحدث بين أنواع الشرعيات، داعيا إلى عدم التشبث بالشرعية الانتخابية لكونها تنتهي بعد الوصول إلى الحكم لتنطلق مرحلة جديدة هي شرعية الإنجاز، يكون فيها من منحوا الحاكم الشرعية هم "من يزلزلون الحكم تحت أقدامه بمطالبهم"، موضحا في هذا السياق أن "شعوبنا اصبحت شعوب مد اليد التي تصفق للحاكم لتطلب مالا ". وبالموازاة مع تشديده على أهمية المنابر في التأثير في سيرورة التغيير، حث مورو الإسلاميين على التركيز على وسائل التأثير الأخرى من قبيل الإعلام والفن والجامعة، ورجال الأعمال ، والعلاقات الدولية وذلك لكون "العالم لا يدار من المنبر، فالذين يقصدونه هم الفئة الذين يتأثرون ولا يؤثرون." إلى ذلك، أكد مورو حاجة التيار الإسلامي إلى معرفة الموقع ودراسة الواقع، على اعتبار أن الحكم "ليس هو الهدف بحد ذاته"، بقدر ما يهم تحقيق المشروع، بتوضيحه أن "المجتمعات تدار بالحكم ولا تتغير" مخاطبا الإسلاميين قائلا "أرجعوا العقل لنصابه، فاليوم مازال هناك الكثيرون مقتنعون بمنطق الخرافة، ولا تجعلوا العقيدة تطغى على العقل لتعطيله،" يشرح مورو معطيا مثالا بالأنبياء والرسل واصفا إياهم ب"الثوار" الذين "لم يغيروا الواقع بالمال والحكم بل بكسب الناس وعقولهم." وتابع القيادي الإسلامي نصائحه إلى الحركة الإسلامية بدعوته إلى تنمية تجربتهم والابتعاد عن الغرور على اعتبار "لن يصيبنا خير إذا أصابنا الغرور لأن لنا أخطاء، ونحن مطالبون بتنمية هذه التجربة والمطلوب هو رفع المستوى إلى موقع القرار،" مشيرا في نفس السياق إلى الأخطاء التي ارتكبها الإخوان المسلمون في مصر، دون أن يتطرق إلى تفاصيل أكثر "لان وضعهم لا يسمح بذلك." يقول مورو.