أصدر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، (داعش) تعميماً موجهاً للمؤسسات التربوية والتعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا ينص على إلغاء مناهج عدد من المواد الدراسية الموضوعة من قبل الدولة السورية سابقاً في مقدمتها التربية الموسيقية والتاريخ والتربية الإسلامية، كما فرض حذف واستبدال عدد من المفاهيم والأمور التي لا تتناسب مع منهجه في بعض المناهج الأخرى. ونشرت صفحات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تعميماً صادراً عن ما يسمى "ديوان التعليم" في "دولة الخلافة الإسلامية"، جاء فيه: تلغى من المناهج الدراسية المواد التالية بشكل نهائي (التربية الفنية الموسيقية، التربية الوطنية، دراسات اجتماعية، التاريخ، التربية الفنية التشكيلية، الرياضة، قضايا فلسفية واجتماعية ونفسية، التربية الدينية الإسلامية، التربية الدينية المسيحية)، على أن تضاف مواد تعويضية لها. تشطب جملة "الجمهورية العربية السورية" أينما وجدت وتستبدل ب"الدولة الاسلامية"، تشطب تسمية "وزارة التربية" (متبعة من قبل الدولة) وتستبدل ب"وزارة التربية والتعليم"، تطمس جميع الصور التي لا تتوافق مع "الشريعة الإسلامية" يحذف النشيد الوطني السوري أينما وجد. وتابع التعميم، يمنع تدريس مفهوم القومية أو الوطنية، وإنما الانتماء للإسلام وأهله والبراءة من الشرك وأهله، "حيث أن بلاد المسلم هي البلاد التي يحكم فيها شرع الله"، يسد المعلم نواحي النقص المترتبة على الحذف بأمثلة لا تتعارض مع الشريعة أو سياسة "دولة الخلافة". تستبدل كلمة الوطن أو الوطنية أو سوريا أو وطني أينما وجدت ب"الدولة الإسلامية" أو "دولته الإسلامية" أو "بلاد المسلمين" أو "ولاية الشام"...إلخ. يحذف أي مثال في مادة الرياضيات يدل على الربا أو الربوية، يحذف من مادة العلوم كل شيء يتعلق بنظرية داريون أو رد الخلق للطبيعة أو الخلق من عدم، ورد كل الخلق لله سبحانه وتعالى، يقوم المعلم بتنبيه الطلاب دائما إلى أن قوانين الفيزياء والكيمياء هي قوانين الله في الخلق. يعتبر هذا التعميم ملزماً ويستوجب على المخالف المحاسبة، دون أن يبيّن التعميم نوع المحاسبة. وحمل التعميم بالإضافة إلى ختم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" توقيع كل من مسؤول المناهج "أبو رامي"، ومسؤول ديوان التعليم "ذو القرنين". في سياق متصل، أصدر ديوان التعليم في "ولاية الرقة" التابعة للتنظيم، إعلاناً عن دورة شرعية "إلزامية" مدتها أسبوع لكافة مدراء ومعلمي المدارس ذكوراً وإناثاً، وذلك نهاية الشهر الجاري وطبعاً في مكانين منفصلين لكل فئة، حددهما الإعلان، وذكر الإعلان في نهايته ملحوظة تنص على منع كل مدرس أو مدرسة من التدريس في مدارس "الولاية" إلا بعد الخضوع للدورة تحت طائلة المساءلة الشرعية. وفيما بات من الصعب التأكد من صحة التعميمات المنتشرة باسم "داعش" بعد أن صارت ممارسات التنظيم مسرحاً لنكات الناشطين الذين وجدوا في تصرفات وأفكار "داعش" ميداناً أطلقوا فيه العنان لخيالهم ليصف ما قد تصل به الأمور تحت وطأة التنظيم "الجهادي"، فإن تعميماً سابقاً نشره التنظيم في الرقة قد يؤكد صحة التعميم الجديد، حيث وعد التنظيم آنذاك بتحضير منهاج اسلامي لا وجود لمواد كالفلسفة والكيمياء فيه "لعدم اعتماد المادتين على الله".