أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أن الملك محمد السادس لديه رؤية تنطلق من أن افريقيا تتوفر على "امكانات بشرية وطبيعية هائلة"، وأنها تطمح بشكل مشروع إلى "تحديد دورها ومصالحها في علاقتها مع بقية دول العالم بطريقة مستقلة وسيادية". وأضاف أخنوش، أثناء كلمة ألقاها في أشغال الدورة الثانية لقمة روسيا افريقيا، التي انطلقت أمس الخميس بسان بطرسبورغ الروسية، أن من حق دول القارة الافريقية وباستقلالية تامة أن تحدد طبيعة الشراكات الاستراتيجية التي تعتزم إقامتها مع مختلف التجمعات والقوى الدولية الفاعلة، بما يراعي مصالحها الحيوية. وأشار أخنوش، إلى أن المغرب حافظ على علاقات دبلوماسية متميزة مع روسيا منذ القرن الثامن عشر، وتعززت هذه العلاقات بشكل كبير منذ زيارة الملك محمد السادس لموسكو في عام 2016، حيث تم خلالها إرساء شراكة استراتيجية معمقة، تهم مجموعة واسعة من مجالات التعاون، من بينها الزراعة والطاقة والصيد البحري والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم العالي. ولفت رئيس الحكومة، إلى أن قمة روسيا افريقيا تنعقد في سياق دولي مضطرب وغير واضح المعالم، يطبعه عدم الاستقرار وتزايد حدة الصراعات والتوتر في عدة مناطق من العالم، مشيرا إلى المحددات الجوهرية التي ينبني عليها موقف المغرب فيما يتلق بالأزمات. وتابع أن الأمر يتعلق باحترام الوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأممالمتحدة، ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة والتشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة. وفي هذا السياق، وبالنظر إلى التحديات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية على مستوى الأمن الغذائي والطاقي، خاصة في القارة الإفريقية، أكد أخنوش أن المغرب يُؤمن بالحاجة إلى "تكثيف الجهود وتشجيع التعاون الدولي والإقليمي، لمواجهة تحديات هذه الأزمة وإزالة العراقيل"، داعيا إلى "بناء مستقبل يمكن جميع دول القارة من ضمان أمنها الغذائي وكذا في مجال الطاقة". يذكر أن القمة عقدت على مدى يومين (الخميس، الجمعة) إلى جانب منتدى اقتصادي وانساني في سان بطرسبورغ ثاني كبرى المدن الروسية، وتشارك في القمة وفود من حوالي 50 دولة أفريقية، كما تُعد هذه ثاني قمة روسية أفريقية بعد الأولى التي عقدت في مدينة سوتشي عام 2019.