دافع رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الجمعة من روسيا، عن حق الدول الإفريقية، في تحديد طبيعة الشراكات الاستراتيجية التي تعتزم إقامتها مع مختلف التجمعات والقوى الدولية الفاعلة، باستقلالية تامة، بما يراعي مصالحها الحيوية. وقال أخنوش إن الرؤية الملكية تنطلق من أن إفريقيا تتوفر على إمكانات بشرية وطبيعية هائلة، وتطمح بشكل مشروع إلى تحديد دورها ومصالحها في علاقتها مع بقية دول العالم بطريقة مستقلة وسيادية. جاء ذلك في كلمة ألقاها أخنوش باسم المملكة المغربية، أمام الدورة الثانية لقمة روسيا-إفريقيا، المنعقدة أمس الخميس واليوم الجمعة بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية، بحضور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزعماء الدول الإفريقية. وشدد أخنوس على أن المغرب عمل، تحت قيادة الملك محمد السادس، على تنويع شراكاته الاستراتيجية. مضيفا أن وضع القارة الإفريقية ومستقبلها، أضحى في ظل هذه الرؤية الملكية، أولوية محورية للسياسة الخارجية المغربية. وأشار رئيس الحكومة في هذا الصدد، إلى أن المملكة المغربية حافظت على علاقات دبلوماسية متميزة مع روسيا منذ القرن الثامن عشر. وأوضح أخنوش أن الملك محمد السادس كان سباقا إلى التنبيه إلى ضرورة تغيير زاوية التعامل مع القارة الافريقية من طرف شركائها التقليديين. وأضاف أن الملك عبر عن ذلك عدة مرات، وخاصة في خطابه الذي ألقاه في افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان سنة 2014، بقوله "فقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية." ويرى أخنوش أن هذه العلاقات تعززت بشكل كبير منذ زيارة الملك محمد السادس لموسكو في عام 2016، التي تم خلالها إرساء شراكة استراتيجية معمقة، تهم مجموعة واسعة من مجالات التعاون، من بينها الزراعة والطاقة والصيد البحري والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم العالي. وفي سياق التحديات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية على مستوى الأمن الغذائي والطاقي، خاصة في القارة الإفريقية، قال أخنوش إن المملكة المغربية تؤمن بالحاجة إلى تكثيف الجهود وتشجيع التعاون الدولي والإقليمي، لمواجهة تحديات هذه الأزمة وإزالة العراقيل، وبناء مستقبل يمكن جميع دول القارة من ضمان أمنها الغذائي وكذا في مجال الطاقة. واعتبر رئيس الحكومة أن المغرب يبني مواقفه فيما يتعلق بالأزمات الدولية الراهنة، على محددات جوهرية وأساسية. وأوضح أنا هذه المحددات ترتكز على 3 مبادئ، أولا احترام الوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وثانيا احترام مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ثم ثالثا التشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة. وقال أخنوش إن هذه القمة تنعقد في سياق دولي مضطرب وغير واضح المعالم، يطبعه عدم الاستقرار وتزايد حدة الصراعات والتوتر في عدة مناطق من العالم. وبحسب المتحدث، فإن دورة هذه السنة من قمة روسيا-إفريقيا، تكشف عزم فدرالية روسيا على تعزيز العلاقات الودية والتعاون البناء مع البلدان الافريقية المشاركة، ودعم جهودها لتحقيق التنمية الشاملة ومواجهة مختلف التحديات التي تواجهها بشكل فعال. وشدد في هذا الصدد، على التزام المغرب الدائم بعلاقته مع مختلف شركائه الاستراتيجيين، بما في ذلك روسيا. كما أعرب عن تطلع المغرب لأن تمكن هذه القمة من تعزيز هذه العلاقات وإطلاق مجالات تعاون مبتكرة، كفيلة بالنهوض بالتنمية وتوطيد الأمن والاستقرار بقارتنا الأفريقية، وبفتح آفاق أوسع أمام مستقبل العلاقات الأفريقية الروسية.