انطلقت، اليوم الخميس بسوتشي، الجلسة العامة لقمة "روسيا-إفريقيا"، برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، وذلك بمشاركة وفد مغربي يقوده رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ممثلا الملك محمد السادس . وفي كلمة افتتاحية، قال الرئيس الروسي إن تعزيز علاقات روسيا مع الدول الإفريقية تعد إحدى أولويات السياسة الخارجية لبلاده، مبرزا أن تقارب مواقف روسيا وإفريقيا يسمح لهما بتنسيق تحركاتهما على المستوى الدولي وفي المحافل العالمية.
وبعدما أكد أن روسيا وإفريقيا ترتبطهما علاقات ودية وتاريخية، سجل بوتين أن روسيا ساهمت في كل الأوقات في دعم اقتصادات دول القارة، مبرزا أن هذه العلاقة تتطور باضطراد في السنوات الأخيرة، مع الأمل أن تفتح آفاقا أوسع أمام الطرفين، لما فيه مصلحتهما المشتركة.
وأضاف بوتين أن تعزيز العلاقات التجارية بين روسيا وإفريقيا أمر محوري يراهن على المستقبل، مسجلا أن حجم المبادلات التجارية البينية تضاعف خلال الخمس سنوات الأخيرة.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده تحاول من خلال هذا التعاون الجديد التأسيس لطابع منتظم ومتكامل للتعاون الروسي الإفريقي.
وشدد بوتين على أن روسيا ستواصل نهجها الاستراتيجي القائم على ترسيخ الأمن والحد من النزاعات في إفريقيا، وكذا سعيها لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة وحل النزاعات، مشيرا الى أن روسيا "كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي تعتزم مواصلة المشاركة بنشاط في تطوير المخططات الاستراتيجية للمجتمع الدولي، واتخاذ إجراءات عملية لتعزيز السلام والاستقرار في إفريقيا وضمان الأمن الإقليمي.
من جهته، قال الرئيس المصري إن التعاون الروسي الإفريقي متواصل منذ منتصف القرن الماضي، مشيرا إلى أن الدول الإفريقية تعمل على تعزيز حكامة شركاتها لزيادة جذب الاستثمارات.
ولفت السيسي، في كلمته أمام القمة "الروسية الإفريقية"، الى أن التعاون الروسي الأفريقي تطور على مستوى عدة مجالات منذ منتصف القرن الماضي ، ويصل اليوم إلى علامة فارقة تحت شعار "من أجل السلام والأمن والتنمية" ،مشيرا الى جهود الاتحاد الأفريقي لضمان القدرة التنافسية لاقتصادات القارة وضمان الأمن والسلام للمجتمع الأفريقي ،وإلى أن هناك حاجة ماسة لدعم إعادة الإعمار ما بعد النزاعات في القارة الإفريقية.
ويضم الوفد المغربي المشارك في أعمال القمة الروسية-الإفريقية، بالإضافة إلى سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج محسن الجزولي والسفير المغربي لدى روسيا، لطفي بوشعرة.
وتناقش القمة مجموعة واسعة من قضايا المطروحة على الأجندة الدولية، التي تحظى بالاهتمام المشترك بين روسيا ودول إفريقيا.
ويبحث المشاركون في هذا الإطار واقع وآفاق العلاقات بين روسيا وبلدان القارة الإفريقية، وآليات تطوير الروابط بينها في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية، وكذا الطرق الكفيلة بتحقيق التنمية المتسارعة والمنتظمة لجميع أنواع التعاون الروسي الإفريقي.
وتشكل القمة مناسبة لتبادل الآراء بشأن وضع إجراءات متفق عليها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات والتحديات والمخاطر الأخرى التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي.
وانطلق أمس الأربعاء في مدينة سوتشي ،المطلة على البحر الأسود ، فعاليات المنتدى الاقتصادي "روسيا -إفريقيا" بمشاركة نحو أربعين رئيس دولة وحكومة إفريقية وفعاليات اقتصادية ومالية من مختلف البلدان الأفريقية ومن روسيا .