أظهرت دراسة علمية أمريكية تأثيرات سلبية خطيرة لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين. الدراسة التي نشرت هذا العام، أظهرت أن المراهقين يقضون أكثر من 3 ساعات يوميًا في وسائل التواصل الاجتماعي، ويواجهون خطرًا مضاعفًا للتعرض لمشاكل في الصحة العقلية بما في ذلك أعراض الاكتئاب والقلق. هذه النتائج تثير مخاوف جدية بشأن مخاطر تعرض الأطفال والمراهقين الذين هم في مرحلة أكثر ضعفًا من نمو الدماغ للضرر من وسائل التواصل الاجتماعي. وتوقفت الدراسة عند وجود قلق أكبر لدى المراهقات ومعاناتهن من الاكتئاب المرتبط بالتنمر عبر الإنترنت وعدم الرضى عن صورة الجسد وسلوكات مضطربة في الأكل، والمقارنة الاجتماعية مع النماذج في مواقع التواصل، وقلة النوم وكلها مرتبطة باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي. تشير الدلائل العلمية، حسب الدراسة، إلى أن التعرض للمحتوى الضار وكذلك الاستخدام المفرط والمثير للمشاكل لوسائل الإعلام الاجتماعية هي مجالات رئيسية للقلق. وفي بعض الحالات المأساوية تم ربط وفيات الأطفال بالمحتوى المرتبط بالانتحار وإيذاء الذات وتحديات المخاطرة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. واستنتجت الدراسة من خلال تفحص عشرين دراسة سابقة أن بعض منصات وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر صوراً حية لأفعال إيذاء الذات وأن مناقشة هذا المحتوى أو عرضه يمكن أن يطبع مثل هذه السلوكيات بما في ذلك وضع طرق انتحارية ونشر نماذج إيذاء الذات ليتبعها الآخرون. وقد تخلق وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا لدى المراهق نوعا من الاستياء من الجسم وسلوكيات الأكل المضطربة، والمقارنة الاجتماعية، وتدني احترام الذات، خاصة بين الفتيات المراهقات. وترتبط المقارنة الاجتماعية التي تحركها وسائل التواصل الاجتماعي بعدم الرضا الجسدي، والأكل المضطرب، وأعراض الاكتئاب. وعندما سئلوا عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صورة أجسادهم أجاب ما يقرب من النصف (46) ٪من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عامًا أن وسائل التواصل الاجتماعي تجعلهم يشعرون بالسوء بينما قال 40٪ إنها لا تجعلهم يشعرون بتحسن أو أسوأ. وفي تجربة تبين أن تقليل استعمال مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 30 دقيقة يوميا ساهم على مدار ثلاثة أسابيع في تراجع شدة الاكتئاب لدى الشباب .وفي تجربة أخرى وسط الشباب والبالغين تبين أن تعطيل منصة التواصل الاجتماعي لمدة أربعة أسابيع يحسن الرفاهية الذاتية أي السعادة المبلغ عنها ذاتيًا والرضا عن الحياة و يتراجع الاكتئاب والقلق بما بين 25و40٪.