قبل 19 سنة بالتمام والكمال، رأى منير حدادي النور بمدينة برشلونة من آب مهاجر مغربي وأم إسبانية حيث ظهرت مواهبه الكروية مما جعله ينخرط ضمن فريق ماخاداوندا، ليلفت إليه أنظار مسؤولي أتلتيكو مدريد، الذي أصبح أكثر نضجا في صفوفه، قبل أن يلتقطه كشافو البارصا، إذ أنهم تابعوا تطور أدائه بشكل مستمر في مركز لاعب الوسط المهاجم أو الجناح الأيسر في «لاماسيا». يوما بعد يوم، صار اسم اللاعب المغربي منير حدادي يتردد بقوة ضمن أكاديمية " لاماسيا" حتى بات الكل يشبهه بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، خصوصا أنهما يلعبان في نفس المركز ويتوفران معا على إمكانيات الفنية كبيرة قل نظيرها. يرى أنصار الفريق الكاتالوني، في حدادي أحد المهاجمين الصاعدين الذين سيكون لهم شأن عظيم في المستقبل ضمن البارصا، لهذا دعوا إلى عدم التفريط في خدماته، في ظل سعي مجموعة من الأندية الأوروبية، من بينها: أرسنال، وليفيربول لجلبه. تألق حدادي مع أكاديمية " لاماسيا" جعل الأضواء تسطع عليه، خصوصا بعدما قاد البارصا لفئة الشباب للفوز بعصبة الأبطال الأوربية، هذا ما جعل مدرب المنتخب الاسباني لأقل من 19 سنة يوجه له الدعوة للمشاركة في مباراة هولندا التي تزامنت مع دعوة عبد الله الإدريسي مدرب المنتخب الوطني للشبان، فاختار الانضمام الى الاول بإيعاز من والدته رغم المعارضة التي وجدها من ابيه الذي كان يتطلع لرؤيته يحمل قميص " أسود الأطلس" بدل لاروخا. المشاكل التي عانها فريق برشلونة وهو يحضر للموسم الكروي الذي انطلق اليوم، جعل المدرب لويس انريكي يوجه له الدعوة لينضم لكبار البارصا، فأبلى البلاء الحسن وتمكن في اول مقابلة له من توقيع هدفين في مرمى اتش.جيه.كيه. هلسنكي يوم التاسع من شهر غشت الجاري، في مباراة ودية، قبل أن يعود ويسجل هدفين اخرين في شباك ليون المكسيكي بعد أسبوع من ذلك. وبسبب الإصابة التي تعرض لها النجم البرازيلي نيمار في كاحله، دفع انيريكي باللاعب المغربي في مباراة التشي رسمية، حيث استطاع أن يبدع ويمتع ويقنع الجميع بمؤهلاته الفنية والبدنية وتحركاته داخل الميدان التي أزعجت الخصم حتى تمكن من تسجيل الهدف الثاني لفريقه الذي دخل به تاريخ البارصا من بابه الواسع على اعتبار انه اول لاعب عربي يوقع هدف لفريق برشلونة منذ تأسيسه عام 1899.