وجه المركز الوطني لتحاقن الدم نداء عاجلا إلى المواطنين من أجل التبرع بالدم بداية هذا الأسبوع ،نظرا للنقص الحاد الذي تعرفه بعض مراكز التحاقن بعدد من مدن المملكة. بعد أيام من أطلاق الحملة يتحدث الدكتور محمد بنعجيبة مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط ل"اليوم24" عن مدى استجابة المواطنين للنداء وعن معدل الدم الواجب توفيره.
وجه المركز الوطني لتحاقن الدم نداء عاجلا للمغاربة من اجل التبرع بالدم، هل وصل المخزون الى مستوى مقلق دفعكم لتوجيه هذا النطاء العاجل ؟
بالفعل، هناك حاجة مستمرة للدم من أجل إنقاذ العديد من المرضى، فضلا عن النقص الكبير الذي تعرفه بعض المدن ، وهو ما دعانا إلى إطلاق نداء مستعجل. والمخزون وصل في بعض المراكز الى مستويات قلقة، بل والى الدرجة صفر، لذلك ارتأينا ان نتوجه الى المغاربة في اطار حملة وطنية نعزز من خلالها المخزون.
بعد أيام من إطلاق الحملة، هل هناك إقبال على المركز من طرف المواطنين؟
نعم هناك إقبال نوعي يعرفه المركز، ونلاحظ ان هناك مواطنين قدموا إلى الرباط من مناطق بعيدة، كما نلاحظ طوابير طويلة للناس وهي تنتظر دورها للتبرع بالدم، وأحيانا هناك من يأتي في السابعة صباحا، و يظل حتى منتصف اليوم ليتبرع بدمه، و ازداد معدل المتبرعين اليومي بطريقة مهمة على سبيل المثال في مركز تحاقن الدم في الرباط المعدل اليومي كان 20 متبرع اليوم وصلنا إلى 80 متبرع، وبالنسبة للشاحنة فمعدلها اليومي 15 متبرع اليوم أصبحت تستقطب 40 متبرع ، لكن على مستوى الكيف لازال هناك ضعف كبير.
أليس للمركز إستراتيجية احتياط مستقبلية ؟ لنا إستراتيجية مبنية على تحديد الفترات الحرجة خلال السنة وهي فترة الصيف، خصوصا شهر غشت وشهر رمضان، والعطل المدرسية، ولدينا برنامج استباقي نحاول ان نرفع من خلاله مخزون الدم قبل الدخول في هذه الفترات الحرجة، أطلقنا حملة في 14 يونيو الماضي، وفي شهر رمضان لكن ما جمعناه خلال الحملتين السابقتين لم يكن كافيا ليغطي شهر غشت، وعندما وصلنا للفترة الحرجة اليوم،أطلقنا النداء وحملات التبرع بالدم خصوصا في المدن الكبيرة. الإستراتيجية موجودة لكن فيما يخص تبديل الدم، نعاني من أمرين وهما ان المادة الأساسية لا نتحكم فيها. الأمرالثاني، هو ان أكياس الدم لها مدة صلاحية محددة، فمثلا مدة صلاحية الصفائح الدموية 5 أيام فقط، وحتى لو جمعنا خمسين ألف كيس بعد مرور 5 أيام فقط سنحتاج إلى متبرعين آخرين على المدى القريب.
وما هو الحل للخروج من أزمة الحاجة إلى الدم على المدى البعيد ؟ الحل هو ان يكون لدينا متبرع منتظم حتى ولو كان العدد قليلا، يكفي ان يتبرع كل شخص مرتين إلى ثلاث مرات في السنة، فإذا كان عدد المتبرعين في 2013ّ، ثلاثة مائة ألف تقريبا، إذا تبرع كل شخص ثلاث مرات سنحصل على تسعمائة ألف كيس تقريبا ، ضمن 3 في المائة من السكان، وهذه هي النسبة التي توصي بها منظمة الصحة العالمية. ولابد ان نركز على ثقافة التبرع بالدم وعلى التربية على التبرع فبفضلهما سنحصل على مواطن له إحساس أولا تم له مذكرة سنوية بها تواريخ التبرع بالدم. وهكذا يمكن ان نتغلب على الفترات الحرجة بصفة نهائية.
كم يبلغ النقص وكم تحتاجون من الدم؟ حاليا نتوفر على 5000 كيس، حاجياتنا لثلاث إلى أربع أيام وبذلك نحن في المرحلة الصفراء ولم نصل بعد إلى المرحلة الحمراء، نحتاج على المستوى الوطني 1500 كيس يوميا، وفي مدينة الدارالبيضاء نحتاج إلى 400 كيس يومي وفي الرباط إلى280 كيسا، ووضعنا هدف هو ان نحاول ما أمكن من خلال هذه الحملة في هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم ان يكون لنا مخزون كافي على الأقل لمدة 15 يوما.
وفي حالة ما إذا كان المخزون غير كافي هل تفكرون بشراء الدم من الخارج؟ مستحيل فالقانون المغربي لا يسمح بذلك إطلاقا، ولن تصل حاجتنا إلى هذه الدرجة لأننا ندبر الدم على المستوى الوطني فمثلا إذا كانت مدينة الدارالبيضاء تعاني أزمة،نلجا الى مراكز مدن أخرى لا تعرف أزمة وننقله إليها ، واليوم مدن مكناس وطنجة لا تعرفان أزمة، وهذه عملية نقوم بها يوميا، بالإضافة ان النداءات تعطي نتيجة تجعلنا في غنى كبير عن استيراد الدم. ونحن على يقين أننا في ظرف الأسبوع القادم سنصل إلى الهدف الذي حددناه.
هل هناك علاقة بين نداء التبرع بالدم وحالة التاهب الأمني التي نلاحظه في المغرب ؟ إطلاقا، فأنا مدير المركز الوطني للتحاقن الدم وجهت النداء وذلك للخصاص الذي نعرفه وليس هناك أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالاستعدادات الأمنية ولا بشيء اخر.