نداء الحوار أطلقه "الخط الرسالي" الذي ينتظم فيه عدد من الشيعة المغاربة، الذين أكدوا أن هذا الخط "حالة إسلامية مغربية مستقلة ، " وسيظل حسب بلاغ له يتوفر "اليوم 24" على نسخة منه " متشبثا بخيار الوحدة الإسلامية المنفتحة على كل الاختلاف الطبيعي في فهم وتمثل الدين ، وأيضا متشبثا بخيار الوحدة الوطنية المنفتحة على التنوع الثقافي المثري للهوية الوطنية المركبة رغم كل المحاولات الرامية لعزله اجتماعيا من خلال إثارة الأوصاف الطائفية في وجهه ". هذا ووجه "الخط الرسالي" دعوته إلى" كافة التوجهات الإيديولوجية والدينية والمذهبية والقومية إلى أن تتكيف مع مقتضيات المواطنة والعمل الوطني ،" مع مناداته ل" كافة القوى السياسية والاجتماعية إلى أن ترقى إلى مستوى الدستور والقانون والمنظومة الكونية لحقوق الإنسان،" وذلك بأن "تفتح أبوابها لاحتضان المواطنين بغض النظر عن خلفياتهم الإيديولوجية بعيدا عن منطق التمييز على أساس المعتقد ."
الوحدة الإسلامية بالنسبة لشيعة المملكة هي "خيار استراتيجي لا مجرد نزوع تكتيكي"، حسب الخط الرسالي دائما، الذي شدد على أنها لا تعني "إلغاء حرية الاختلاف والحق في التعبير عنه ، فحرية المعتقد سيظل مطلبا أصيلا ننادي بتفعيله "مشددا على استمرار مطالب الشيعة بأن " يسود منطق المواطنة وعدم التمييز على أساس المعتقد ويحل محل منطق الإقصاء والإلغاء والتهميش وسياسة الفكر الوحيد ."
وتابع بيان التيار الشيعي على كون دعوة الوحدة هذه تأتي في خضم ما يشهده العالم الإسلامي المعاصر من "نمو لنزعات دينية ومذهبية متشددة ومتطرفة ، وهي نزعات تصب في صالح التخطيط الاستراتيجي الرامي لتفكيك المنطقة وبناء دويلات طائفية ضعيفة ومستنزفة في صراعات داخلية مريرة ،" ما يستدعي حسب نفس المصدر " التصدي بقوة وحزم لكل المشاريع الطائفية ، مع التمييز بين الانتماء الفكري والقومي وبين الطائفية ."
نداء الشيعة المنتظمين تحت لواء "الخط الرسالي" تركز على دعوة شيعة المغرب إلى" وحدة ذاتية رسالية توحد الجهود في إطار تكاملي، وتعزز قيمة الحوار ضمن البيت الداخلي للرساليين وتضمن أن تبقى صفوف الرساليين مرصوصة البنيان،" هذا إلى جانب "وحدة موضوعية وطنية تكرس قيمة التضامن الوطني والعمل من أجل الوطن والمواطنين ، بغض النظر عن خلفياتهم الإيديولوجية الخاصة ."
هذا وشدد الرساليون على استمرارهم "في ساحة النضال من أجل الحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان والدفاع عن حرية الرأي والتعبير والمعتقد ، "منادين إلى "اعتماد قراءة تقدمية للدستور تنتصر لقيم المواطنة والحداثة وتستجيب للتعهدات الدولية والمواثيق العالمية في مجال حقوق الإنسان ، وتحرص على أن تترجم تلك المعاهدات والمواثيق إلى أفعال وسياسات عمومية ."
وختم شيعة "الخط الرسالي بيانهم بالدعوة إلى الانخراط في حركية العمل السياسي والاجتماعي "بعيدا عن فكرة تشكيل كيانات طائفية"، معلنين تشكيل " لجنة الحوار " لهذا الغرض "ستتوجه لمخاطبة كل التيارات الإسلامية والوطنية بغية شرح وتوضيح منطلقاتنا الفكرية ومواقفنا السياسية ."