ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الهجوم بأنه "عار اخلاقي وعمل اجرامي" ودعا الى محاسبة المسؤولين عن "الانتهاك الجسيم للقانون الانساني الدولي". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي في بيان إن الولاياتالمتحدة "هالها القصف المشين اليوم" وحثت اسرائيل على عمل المزيد لتجنب الخسائر البشرية بين المدنيين. ودعت ايضا الى تحقيق في هجمات مؤخرا على مدارس تابعة للأمم المتحدة. وكانت هذه ثاني ضربة لمدرسة خلال أقل من اسبوع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه "استهدف ثلاثة ارهابيين من حركة الجهاد الاسلامي على متن دراجة نارية على مقربة من مدرسة للأونروا في رفح." واضاف انه "يراجع نتائج هذه الضربة." ولم تعلن حركة الجهاد عن مقتل أي من نشطائها أو اصابته في الحادث. وقال مسؤول صحي فلسطيني إن كل الجرحى او القتلى كانوا من داخل المدرسة. ووسط اتهامات من حماس بأن اسرائيل ضللت العالم بشأن الأسر المزعوم لضابط اسرائيلي دفن اليوم الضابط الليفتنانت هدار جولدين بعدما قال الجيش إنه استعاد الرفات وإن الضابط قتل اثناء العمليات. وأدى الخطف المشتبه به لجولدين الى انهيار وقف لاطلاق النار توسطت فيها الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة يوم الجمعة. وفي القاهرة استؤنفت اليوم الجهود للتوصل الى هدنة جديدة. وفي اليوم السابع والعشرين من الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة أظهرت لقطات لتلفزيون رويترز رتلا من الدبابات الاسرائيلية وعشرات من أفراد المشاة يغادرون غزة. لكن متحدثا عسكريا اسرائيلية نفى تقارير لوسائل اعلام اسرائيلية وبعض وسائل الاعلام الأمريكية عن أن معظم القوات الاسرائيلية سحبت من القطاع الساحلي. وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي "نحن نعيد الانتشار ونعيد التجمع. ولدينا قوات كبيرة على الأرض وعلى الحدود في هذا الوقت." واضاف أن القوات الاسرائيلية "تنتظر أوامر جديدة وتعد لمسار تحرك في المرحلة القادمة." وفي مدينة رفح حيث يقاتل الجيش الاسرائيلي نشطاء فلسطينيين قال شهود ومسعفون إن صاروخا أطلقته طائرة أصاب مدخل المدرسة في بلدة رفح والتي كان يحتمي بها فلسطينيون بعد فرارهم من منازلهم. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 30. وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط روبرت سيري إنه صدم من التقارير بشأن ضربة في محيط مدرسة في رفح تؤوي ثلاثة آلاف مشرد مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين. واضاف سيري "ببساطة لا يمكن التسامح مع تعرض مدرسة أخرى لهجوم رغم أنها كانت تؤوي أشخاصا مشردين مما تسبب في سقوط قتلى ومصابين." وكان 15 فلسطينيا قتلوا يوم الأربعاء بعدما احتموا بمدرسة تديرها الأممالمتحدة في مخيم جباليا للاجئين وقالت الأممالمتحدة إن نيران المدفعية الإسرائيلية أصابت المبنى فيما يبدو. وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين أطلقوا قذائف مورتر من منطقة قريبة من المدرسة وإنه رد بإطلاق النار. وفي وقت سابق اليوم سقط 30 شهيدا على الأقل في قصف إسرائيلي آخر بعد يوم من توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الضغوط على حركة حماس حتى بعد أن يحقق الجيش مهمته الرئيسية وهي تدمير شبكة أنفاق تمتد إلى داخل إسرائيل. وقال نتنياهو إن حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن سقوط ضحايا من المدنيين واتهم النشطاء الفلسطينيين وفرق اطلاق الصواريخ باستخدام السكان في المناطق المزدحمة "دروعا بشرية". وقال أشرف جمعة وهو قيادي في فتح ومن سكان مدينة رفح إن القوات الإسرائيلية تقصف المدينة جوا وبرا وبحرا وإن السكان غير قادرين على التعامل مع المصابين والقتلى. وأضاف "المصابون ينزفون في الشوارع والجثث ملقاة في الطرق ولا أحد يقدر على نقلهم." ومضى يقول "رأيت رجلا وقد جلب على عربة يجرها حمار سبعة جثامين للمستشفى.. جثامين الشهداء يتم الاحتفاظ بها حاليا في ثلاجات الايس كريم (البوظة) وثلاجات تبريد الخضار والزهور." وقال الجيش الاسرائيلي إن أكثر من 55 صاروخا أطلقت اليوم من غزة على اسرائيل. وقال بيان للجيش إن القوات الاسرائيلية اكتشفت مخبأ به 150 قذيفة مورتر في جنوب قطاع غزة. وأضاف أن القوات اشتبكت مع مقاتلين فلسطينيين خرجوا من نفق ومع آخرين كانوا يعدون لاطلاق قذيفة مضادة للدبابات من منزل في المنطقة. وبدأت إسرائيل هجومها الجوي والبحري على غزة في الثامن من يوليو تموز لوقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود التي تشنها حماس ونشطاء آخرون ثم شنت هجوما بريا. ورفع القتال الذي نشب اليوم الأحد عدد القتلى في غزة طبقا لحصيلة قدمها مسؤولون فلسطينيون إلى 1775 غالبيتهم مدنيون. وأكدت إسرائيل مقتل 64 جنديا كما قتل القصف الفلسطيني ثلاثة مدنيين. وفي القاهرة قالت مصادر مصرية وفلسطينية إن وفدا لجماعات فلسطينية بينها حركتا حماس والجهاد اجتمع في القاهرة اليوم الأحد لإجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل عبر مسؤولين مصريين بهدف وقف إطلاق النار في غزة. وقال مسؤول فلسطيني إن المحادثات بدأت اليوم مع اتفاق الفصائل الفلسطينية على ورقة شروط موحدة لوقف اطلاق النار. لكن لا تلوح بوادر انفراجة سريعة في الأفق في ظل غياب وفد إسرائيلي. وبعد اتهام حماس بانتهاك وقف اطلاق النار أعلنت إسرائيل أنها لن ترسل مبعوثين كما كان مقررا. وكثفت إسرائيل من هجماتها في منطقة رفح على الحدود مع مصر بعد الأنباء عن أسر الضابط الإسرائيلي جولدين (23 عاما) يوم الجمعة. وقال السفير الإسرائيلي لدى الولاياتالمتحدة رون ديرمر إن 30 نفقا اكتشفت ودمرت ونحن "بصدد الإنتهاء من تعطيلها عن العمل". واضاف ديرمر في تصريح لقناة تلفزيون إن.بي.سي. "نأمل أن تكتمل هذه المهمة في غضون ساعات لا أيام." وقالت الأممالمتحدة إن القتال شرد 460 ألف شخص اي ما يقرب من ربع سكان قطاع غزة.