أجرى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الخميس، محادثات رفيعة المستوى في الإمارات العربية المتحدة، بعد نحو أسبوع من اتفاق طهرانوالرياض على استئناف العلاقات. وبحث شمخاني مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي "العلاقات الثنائية وسبل مد جسور التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة"، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الإمارات. كذلك بحث شمخاني مع مستشار الأمن الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان "العلاقات الثنائية". وقال شمخاني خلال لقائه الرئيس الإماراتي "طهرانوأبوظبي قادرتان على المضي بخطوات كبيرة في سياق تطوير التعاون الثنائي وتعزيز دبلوماسية الجوار"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا". واعتبر شمخاني أن "تشكيل منطقة أقوى، هدف يمكن بلوغه وعلينا جميعا أن نتخذ خطوات تجاهه". وكان الأدميرال شمخاني قاد في الصين محادثات بلاده مع السعودية والتي أدت الجمعة الماضي إلى إعلان القوتين الإقليميتين النافذتين عن اتفاق لإنهاء القطعية المستمرة منذ 2016. وقالت وكالة أنباء الإمارات إن الشيخ طحنون بن زايد وشمخاني ناقشا الخميس "مختلف جوانب العلاقات الثنائية وفرص تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية". كما ناقش الجانبان "عددا من القضايا محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها وأهمية بذل الجهود في سبيل استقرار وازدهار المنطقة"، وفقا للوكالة. من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا" عن شمخاني قوله خلال اللقاء "يجب أن يحل التعاون والتقارب محل العداء والتباعد" في المنطقة، مضيفا "يجب أن نحاول تعزيز الأمن والسلام والرفاهية لشعوب المنطقة من خلال الحوار والتفاعل وتوسيع التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي". وتدعم إيران ذات الأغلبية الشيعية من جهة، والمملكة العربية السعودية ذات الأغلبية السنية مع حلفائها في مجلس التعاون الخليجي المؤلف من ست دول من جهة ثانية، أطرافا متعارضة تتواجه في نزاعات مسلحة وسياسية مختلفة في المنطقة، خصوصا في اليمن وسوريا. وانقطعت العلاقات بين الرياضوطهران عام 2016 عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر. وكانت الإمارات، حليفة السعودية، من بين الدول الخليجية التي خفضت علاقاتها مع طهران إثر هجمات المحتجين ضد المصالح السعودية، لكنها حافظت على علاقات اقتصادية مهمة معها. والإمارات لاعب رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة وفي مواجهة الحوثيين المتحالفين مع طهران. وتعرضت أبوظبي لضربات من جانب هؤلاء المتمردين. وتتهم الرياض وواشنطن طهران بتزويدهم بالأسلحة لمهاجمة الدول المجاورة، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية. والأربعاء، قال مسؤول سعودي إن المحادثات الإيرانية السعودية في بكين أسفرت عن "التزامات ملموسة" بشأن اليمن الغارق في الحرب منذ 2014، لكنه لم يكشف عنها. وتابع أن "إيران هي المورد الرئيسي للأسلحة والتدريب والبرامج الدعائية للحوثيين ونحن الضحية الرئيسية لهذه الصواريخ والطائرات بدون طيار وأشياء أخرى. لذا يمكن لإيران أن تفعل الكثير وينبغي أن تفعل الكثير"، مضيفا أن على إيران وقف "إمداد الحوثيين بالسلاح". إلى ذلك رأى المحلل الإيراني في مجموعة أوراسيا غريغوري برو أن زيارة شمخاني إلى الإمارات "مهمة لأنها تدل على الجهود المستمرة التي تبذلها دول الخليج لتحسين العلاقات مع إيران". وقال لفرانس برس إن "الإمارات شريك تجاري رئيسي لإيران وأصبحت أيضا وسيطا مهما لصادرات النفط الإيرانية"، مضيفا أن شمخاني ربما ناقش سبل الوصول إلى الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج عبر وساطة إماراتية أو دعم دبلوماسي.