من شفشاون أطلقت الريشة الساخرة صرختها، وذلك في إطار الدورة السادسة للملتقى الوطني لفن الكاريكاتير، تحت شعار "الكاريكاتير ريشة ترصد اختلالات المجتمع". إذ شهدت الدورة التي حضرها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة لأول مرة، حضور أزيد من خمسين فنانا كاريكاتوريا وإعلاميا، ناقشوا العلاقة بين هذا الفن وحرية التعبير في المغرب. على مدى ثلاثة أيام، احتضنت الجوهرة الزرقاء شفشاون فعاليات الدورة السادسة للملتقى الوطني لفن الكاريكاتير "دورة الفنان لحسن بختي"، والتي امتدت من 6 إلى 10 يونيو، بإشراف من جمعية فضاءات تشكيلية. إذ افتتح الملتقى بالمركب الثقافي محمد السادس الذي شمل تقديم كلمات إدارة الملتقى والجمعية الحاضنة، لينتقل ضيوف الملتقى إلى المعرض الذي ساهم فيه أزيد من أربعين فنانا كاريكاتوريا مغربيا، قدموا خلاله بورتريهات ساخرة للفنان المكرم لحسن بختي. وشهد اليوم الثاني من الملتقى تنظيم عدد من الورشات الفنية، إلى جانب انعقاد ندوة الكاريكاتير الكبرى والتي تدخل في أطوارها، كل من الفنان التشكيلي محمد الخزوم، الناقد والباحث الجامعي سعيد كرماس، الباحث إسماعيل البشير العلمي، والمحتفى به لحسن بختي. إذ تمحورت الندوة حول موضوع جدلية النص والصورة في الرسم الكاريكاتوري، حيث ناقش خلالها الفنانون والإعلاميون الحاضرون، تأثيرات هذه العلاقة على الكاريكاتير. ومساء اليوم الثاني من الملتقى، التقى الفنانون والإعلاميون وساكنة مدينة شفشاون مع نخبة من الصحفيين في ندوة الإعلام الكبرى: علي أنوزلا مدير موقع لكم، ومحمد أحداد من جريدة المساء، وعبد الإله أمزيل رئيس جمعية مهنيي القناة الثانية، الندوة التي قام بتسييرها الزميل محمد أحمد عدة، شهدت نقاشا حادا امتد إلى حدود منتصف الليل، حيث كانت مداخلة الصحفي علي أنوزلا مادة للجدل حول موضوع حرية التعبير، والإعلام الإلكتروني. وميز اليوم الثالث والأخير من الملتقى اللقاء المفتوح الذي عقده الفنانون والإعلاميون المشاركون، مع وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الذي تطرق إلى قضايا عديدة منصتا إلى تساؤلات الفنانين والصحفيين المشاركين ومداخلاتهم. وفي ختام اللقاء وعد وزير الاتصال بدعم الدورات المقبلة للملتقى الوطني للكاريكاتير، مثمنا هذه التجربة ومنبها إلى ضرورة تكسير كل القيود المحيطة بحرية التعبير وبالكاريكاتير كواجهة لهذه الحرية. بعد ذلك قام الخلفي بتلقي صور كاريكاتورية له رسمها الفنانون المشاركون، ليقوم بتقديم درع الملتقى "باب مدينة شفشاون" إلى الفنان المحتفى به لحسن بختي. وأسدل الستار على فعاليات الدورة السادسة بحفل تكريم احتضنته دار الثقافة بشفشاون من خلال فقرات متنوعة، أمسية شعرية لشعراء مغاربة كبار، تحت شعار القصيدة تبتسم، شارك فيها إلى جانب الشاعرين الكبيرين عبد الكريم الطبال، وأحمد بنميمون، الشعراء عبد الحق بن رحمون، عبد المنعم ريان، وعبد الجواد الخنيفي، لتستقبل الخشبة عازف العود الفنان الحاج يونس، الذي قدم معزوفة جديدة سماها شفشاون، أهداها لصديقه المكرم لحسن بختي، لتختم فعاليات الملتقى بتقديم إدارة المهرجان، التي تشكلت من محمد الخزوم، مدير تنفيذي، نزيهة البشير العلمي، مديرة عامة، خالد كدار، منسقا، محمد الخو، منسق مسؤول على الجماليات وإخراج ملصقات الملتقى وبطائقه، عبد الغني الدهدوه، منسق عام، ومحمد أحمد عدة رئيسا لهذه الإدارة، موعدا في السنة المقبلة مع النسخة السابعة.