لمنع ولوج شاحنات شركة جمع النفايات إلى المطرح، احتجاجا منهن على تماطل السلطات في إبعاد المطرح البلدي المحاذي لحيهن، بعدما وعدت سكان الحي وسكان الأحياء المجاورة، للمرة الأولى والثانية ثم الثالثة، بإيجاد حل لمطالبهم، لكن دون أن تلتزم بوعودها. وطوقت سيارات الشرطة والمخازنية، مساء السبت الماضي، عشرات النساء المعتصمات، بحضور مختلف مسؤولي الأمن والقوات المساعدة والاستعلامات العامة ورجال السلطة الترابية، لترهيب المعتصمات اللواتي يعتصمن منذ فاتح ماي، كي يفككن معتصمهن، واختارت توقيتا متزامنا مع مقابلة فريقي أتليتيك مدريد وبرشلونة، حيث كل الشبان كانوا يتابعون أطوار المقابلة لتفادي أي مواجعة عنيفة، وعندما فشلت السلطات في مسعاها، ومباشرة بعد انتهاء المقابلة، اقتادت النسوة ال 14 إلى مقر المنطقة الاقليمية للأمن، وهي اللحظة التي عاينتها "اليوم 24"، حيث بدت النسوة متحديات لسياسة الترهيب، وهن يرددن عبارات من قبيل:"إذا أرادوا اعتقالنا لأننا نطالب بحقنا فليعتقلوننا فالحل يكمن في إبعاد المزبلة"، حيث تم الاستماع إليهن في محاضر رسمية، بتهمة التحريض على عرقلة الطريق العمومية …، على اعتبار أن النسوة هن من يحرضن باقي النساء والشبان، قبل أن يخلى سبيلهن في وقت متأخر، في انتظار إحالتهن على النيابة العامة بابتدائية العرائش. وبينما برر مصدر أمني مسؤول، اعتقال المعتصمات والاستماع إليهن بأمر نيابي، ب"قطعن للطريق العمومية، ومطالبتهن بمدهن بالكهرباء كمطلب بعيد عن مطالبهن المرتبطة بمطرح النفايات"، أكدت بعض المعتصمات أنهن لن يتوقفن ومعهن كل أبناء الحي عن شكلهم الاحتجاجي حتى تلبى مطالبهم جميعا، مؤكدين أن المطرح أضحى يشكل خطرا بيئيا وصحيا على السكان، من خلال انتشار الروائح الكريهة وأكوان الدخان أثناء إحراق الأزبال، وأشارت النسوة إلى أن المطرح المجاور لحيهن المنار 3، ويتوسط كذلك حيي المنار 1 و2، تسبب في أمراض جلدية وتنفسية خطيرة، لجل السكان وبالخصوص الأطفال لضعف مناعتهم. وكان السكان نساء ورجالا، قد خاضوا اعتصاما أول، في رمضان الماضي، فوعدهم عامل الاقليم بنقل موقع المطرح إلى تراب جماعة ريصانة، عند حلول سنة 2014، لكنه لم يفي بوعده، فاعتصموا بنفس المكان للمرة الثانية، في يناير الماضي، لتفك السلطات اعتصامهم هذه المرة باستعمال القوة، قبل أن تفكر النسوة في الاعتصام لوحدهن، كي يتمكن الرجال من البحث عن لقمة العيش، لتأمر النيابة العامة بالاستماع إليهن وتقديمهن للعدالة.