على إيقاع شعار "وحدة وحدة يا يسار… لتحقيق الانتصار"، افتتحت أحزاب فيدرالية اليسار مؤتمرها الاندماجي، مساء اليوم في مدينة بوزنيقة، معلنة عن ميلاد حزب جديد يتوقع أن تطلق عليه حزب "فيدرالية اليسار الديمقراطي"، بعدما قررت الفيدرالية على لسان قيادتها الدخول في فترة انتقالية ستدوم سنتين، سيتم فيها استكمال مرحلة الالتحاق بالاندماج الحزبي الجديد. وافتتحت الفيدرالية أشغال مؤتمرها الاندماجي الذي حضر "اليوم 24″، أشغال جلسته الافتتاحية، بشريط يعرف بتوجهات الحزب، وكلمات زعمائه السياسيين، وفي مقدمتهم القيادي عبد الرحمان بنعمرو، الذي شدد على أن من أسس إيديولوجية الحزب المرتقب الجديد، هو جعل ثروات المغرب في يد الشعب وممثليه الحقيقيين، وتنفيذها عبر حكومة ديمقراطية يرضاها الشعب، وعبر حزب اشتراكي كبير يجمع جميع اليساريين الذين لهم هم واحد لبناء الدولة الديمقراطية وضمان الحقوق الشاملة. من جانبه، أعلن عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، أن البلاد في أمس الحاجة إلى الاندماج الجديد، وحزب اشتراكي يعيد تجميع الفعاليات اليسارية التي تتقاسم مشروع الدولة الاجتماعية والإيمان بالحرية الاجتماعية، وبمرجعية تستحضر كافة المرجعيات الاشتراكية والنقاش المجتمعي، في سباق إقليمي وتقاطب المصالح. وأوضح العزيز، أن البلاد تعيش على إيقاع استمرار الأزمة باختلالات بنيوية، على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فضحتها وعرت عليها الأزمة الصحية، لنعيش مظاهر الاستغلال المفضوح للأزمات المتتالية، والعودة القوية للسلطوية، من خلال ما وصفه المتحدث ضربا للحقوق والحريات، والتضييق على كل أشكال التعبير عن الرأي وقمع الاحتجاجات السلمية، المطالبة بالقضايا الاجتماعية. الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، قال في كلمته بمناسبة افتتاح المؤتمر الاندماجي لفيدرالية اليسار، إن الدولة تعيد إنتاج نفس المقاربات، من خلال رسم الخرائط الانتخابية وخلق الاصطفافات الحزبية، والتوازنات السياسية الهشة، ووضع سيناريوهات تحدد مسار الفاعلين السياسيين، بما يخدم منطق الدولة الاستبدادي، في مشهد يزيد من نفور المواطنين والمواطنات. وقال القيادي في فيدرالية اليسار، إن محطة اليوم على أهميتها الداخلية بالنسبة لأعضاء الفيدرالية، ماهي إلا حلقة في مسلسل سيستمر في تجميع كل قوى اليسار، وكل الذين يؤمنون بضرورة التقدم الديمقراطي الحقيقي، ومن ثم سيدخل على إثرها الحزب، في مرحلة انتقالية مفتوحة لمدة سنتين من أجل تجميع كل الطاقات اليسارية. وفي سياق متصل، قال علي بوطوالة، الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن المؤتمر الاندماجي في بوزنيقة، لحظة نوعية ومفصلية جاءت في سياق دولي ووطني يحفل بالعديد من المتغيرات. وأكد بوطوالة في الجلسة الافتتاحية، أن أزمة الثقة في البلاد أزمة كبيرة، مشددا على أن من واجب الدولة أن تستوعب الدرس الكروي وتتفاعل معه، وتقوم بتصفية الجو السياسي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والصحفيين، واصفا أن اللحظة التي يمر منها المغرب باحتلال المنتخب المغربي الرتبة الرابعة، في مونديال قطر، لحظة لا تشبهها إلا لحظة الاستقلال والمسيرة الخضراء، وجب استغلالها بشكل جيد. محمد الساسي، زعيم التيار الوحدوي، اعتبر أن فكرة الوحدة، والاندماج انطلقت من كون أن أي من أحزاب فيدرالية اليسار قادر لوحده أن يبني صرح فعل يساري في المغرب. وأوضح الساسي، وهو يتحدث عن هوية الحزب اليساري الجديد، أنه حزب يصنع الحدث ولا يكتفي بالتعليق عليه، يحرك القواعد الشعبية ولا يقتصر على التعاطف معها، ويطلق المبادرات، ولا ينحصر دوره في تثمين مبادرات لا يعرف حتى من أطلقها، ولا يفهم منطقها وسياقها. متسائلا بقوله: "إذا ما الفائدة من وجود حزب مبدئي غير فاعل!؟ ولا قدرة له على التأثير، يعيش تخمة في الشعارات، وخصاصا مروعا في الحركية والبنيات، ينتقد ولا يقدم بدائل ملموسة، يتقدم في العمر ولا يتقدم في الامتداد والهيكلة. فما لا تستطيع إدراكه جماعة منا، لا يمكن أن يدركه حزب واحد فقط. وكانت أحزاب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الاتحادي، عقدت مؤتمرا استثنائيا، أمس الجمعة، وحلت نفسها، واتخذت قرارا بالاندماج إلى جانب التيارين الوحدوي والتقدمي، في حزب جديد.