يخوض "أسود الأطلس" مواجهة حاسمة الخميس ضد كندا في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السادس لمونديال قطر لكرة القدم 2022، وسط تساؤلات حول مشاركة حامي عرينهم ياسين بونو. انسحب حارس مرمى إشبيلية الإسباني في اللحظة الأخيرة قبل بدء المواجهة ضد بلجيكا (2-صفر) الأحد في الجولة الثانية، بسبب آلام في معدته. كان ضمن التشكيلة الأساسية للمباراة وخاض فترة الإحماء ووقف مع زملائه خلال عزف النشيد الوطني، لكنه شعر بالدوار عقبها، فقرر مدربه وليد الركراكي عدم المجازفة بمشاركته والدفع بحارس مرمى الوحدة السعودي منير القجوي المحمدي مكانه. أكد مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم وليد الركراكي الأربعاء في الدوحة، أن حارس مرمى اشبيلية الإسباني ياسين بونو جاهز لمواجهة كندا، الخميس، في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة ضمن مونديال قطر. وقال الركراكي في رد على سؤال لوكالة فرانس برس في مؤتمر صحافي عشية المواجهة، "ياسين في حالة جيدة، كان يعاني من بعض المشاكل، لم يتمكن من اللعب ولم يلعب وهناك لاعب آخر دخل مكانه وقدم أداء رائعا وهذا يوضح الروح السائدة داخل صفوفنا". وكان بونو ضمن التشكيلة الأساسية للمباراة ضد بلجيكا (2-صفر)، وخاض فترة الإحماء ووقف مع زملائه خلال عزف النشيد الوطني لكنه شعر بالدوار عقبها، فقرر الركراكي عدم المجازفة بمشاركته والدفع بحارس مرمى الوحدة السعودي منير القجوي المحمدي مكانه. وأضاف الركراكي "تحسنت الحالة الصحية لياسين، يبقى الحارس الأول في صفوف المنتخب وأحد قادته وسيكون جاهزا لمباراة الغد". شرح الحارس المميز لفرانس برس سبب خروجه قبل المباراة "أنا بحال جيدة، كانت لدي اصابة من مباراة كرواتيا، لم أرغب بتحديد نوعيتها وتجددت. أتمنى أن أكون جاهزا لمباراة كندا". تدرب بونو بشكل طبيعي، الإثنين والثلاثاء، لكن طبيعة الإصابة التي تعرض لها والتي رفض الكشف عنها تطرح أكثر من علامة استفهام حول جاهزيته لخوض مباراة كندا، بوابة التأهل إلى الدور ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1986. يعتبر بونو ركيزة أساسية في تشكيلة المنتخب المغربي وأحد المساهمين في بلوغه النهائيات للمرة السادسة في تاريخه. تألقه مع الفريق الأندلسي كان بوابته إلى عرين الأسود بعدما كان احتياطيا في مونديال روسيا 2018. كان المحمدي عند حسن الظن في مواجهة بلجيكا، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه. قال لفرانس برس عقب المباراة "نحن جنود على أهبة الاستعداد، لم أكن أتوقع اللعب أساسيا ولم أملك الوقت الكافي للدخول في أجواء المباراة، لكنني محترف ولدي خبرة كبيرة ودراية بعرين الأسود". كان ذلك لسان الحال لحارس المرمى الثالث أحمد رضا التكناوتي لدى سؤاله عن جاهزيته للعب في حال تعرض المحمدي للاصابة. قال حارس مرمى الوداد البيضاوي "نعم، نحن هنا للدفاع عن ألوان المنتخب ويجب أن تكون جاهزا في أي لحظة. لدي خبرة في المواعيد الكبيرة في القارة السمراء، حيث توجت بلقب دوري الأبطال مرتين وأمام جماهير غفيرة". وأضاف "لا خوف على عرين الأسود، نملك ثلاثة حراس مرمى في المستوى العالي، وبونو أفضلنا بخبرته القارية ولعبه في الليغا". أفضل حارس مرمى في الدوري الموسم الماضي عندما نال جائزة "سامورا"، اتخذ بونو بعدا جديدا مع النادي الأندلسي، بعد عشر سنوات من الاحتراف في القارة العجوز. استقبلت مرماه 24 هدفا في 31 مباراة، بينها 13 مباراة بشباك نظيفة. تكمن جمالية هذه الجائزة قبل كل شيء في حقيقة أن بونو نجح في التفوق على النجمين تيبو كورتوا (ريال مدريد) ويان أوبلاك (أتليتكو مدريد)، الفائزين بثمانية من آخر تسعة جوائز سامورا (خمسة للسلوفيني وثلاثة للبلجيكي). أصبح بونو (31 عاما) ثاني حارس مرمى إفريقي ينال الجائزة، بعد الكاميروني جاك سونغو في موسم 1996-1997 مع ديبورتيفو لا كورونيا. علق هذا الصيف قائلا "المكافآت رائعة للأشخاص في الخارج، للإعلام والجمهور، لكني ما زلت بونو نفسه". يعرف بونو أكثر من أي شخص آخر أن هذا التألق هو نتيجة رحلة طويلة وشاقة. ولد في مونتريال وانتقل في سن الثالثة إلى العاصمة الاقتصادية المغربية الدارالبيضاء، حيث اكتشف كرة القدم في الوداد. في سن ال17، اكتشفه نيس الفرنسي، لكن صفقة انتقاله أجهضت بسبب مخاوف بيروقراطية. مباراته الأولى أساسيا مع الوداد كانت في سن ال20 بالملعب الأولمبي بالمنزه، عندما عوض نادر لمياغري المصاب في إياب المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال إفريقيا ضد الترجي التونسي الذي توج باللقب (صفر-صفر ذهابا، 1-صفر إيابا). مع نهاية عقده صيف 2012، قرر التوجه إلى أوربا. انضم إلى أتلتيكو مدريد كحارس مرمى ثالث. بدأ أساسيا مع الفريق الرديف، لكنه جلس على دكة البدلاء مع الفريق الأول. لكن الموسم المجنون لأتلتيكو مدريد سمح له بالتتويج بلقب الليغا والجلوس على دكة البدلاء في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوربا أمام الجار اللدود ريال مدريد (4-1). بعد إعارة لمدة عامين إلى سرقسطة في الدرجة الثانية (2014-2016) والانتقال إلى جيرونا حيث ساهم في صعوده إلى الدرجة الأولى وبقي معه ثلاث سنوات (2016-2019)، تعاقد معه إشبيلية. لعب معه على سبيل الإعارة موسم 2019-2020، لكنه فجر موهبته في صيف 2020، حيث انتزع تدريجيا مركز حارس المرمى الأساسي من التشيكي توماس فاتشليك المصاب. اكتشفت كرة القدم الأوربية اسمه خلال مسيرة إشبيلية المذهلة في مسابقة الدوري الأوربي. في ذلك الصيف، برز بونو بأداء رائع جدا في ربع النهائي ضد ولفرهامبتون الإنكليزي (تصدى لركلة جزاء) وخاصة في نصف النهائي ضد مانشستر يونايتد الإنكليزي، حيث سمحت تصدياته الرائعة للنادي الأندلسي ببلوغ المباراة النهائية، ثم التتويج باللقب. فعل إشبيلية بند الشراء في عقده مقابل أربعة ملايين يورو ليضمه نهائيا، ثم مدده في أبريل الماضي حتى يونيو 2025 مع زيادة راتبه. أعرب عن سعادته عقب التمديد قائلا "نادي اشبيلية مكنني من فرض اسمي على المستوى العالمي، كحارس مرمى مهم على المستوى الأوربي". احتاج بونو الذي يتميز باللعب بقدميه، إلى الوقت أيضا لترك بصمته مع منتخب بلاده. استدعي إلى صفوف المنتخب الأول منذ عام 2012 بعدما دافع عن ألوان جميع فئاته العمرية، وخاض مباراته الدولية الأولى في عام 2014. انتظر حتى العام 2019، تحت قيادة البوسني وحيد خليلودجيتش، ليصبح الرقم واحد في عرين أسود الأطلس.