دعا الملك محمد السادس في رسالة وجهها إلى الدورة 17، للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي الذي تنظمه منظمة اليونسكو صباح اليوم بالرباط إلى التصدي لمحاولات الترامي على التراث الثقافي للدول. وقال انه منذ دخول اتفاقية التراث العالمي غير المادي حيز التنفيذ، أصبح هذا الهدف يشكل تحديا هاما في مجال العلاقات الدولية يستوجب "التصدي لمحاولات الترامي غير المشروع على الموروث الثقافي والحضاري للدول الأخرى". واضاف في الرسالة التي تلاها محمد الحجوي الأمين العام للحكومة أنه في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم اليوم "بات من الضروري العمل على إبراز إشعاع التراث غير المادي الذي تتوفر عليه الدول والخروج بتدابير للحفاظ عليه، من خلال للنهوض بأهداف الاتفاقية". و وأوضح ان هذا ما يحرص المغرب على الالتزام به، منذ المصادقة على هذه الإتفاقية في يوليوز 2006، حيث يتوفر لحدود اليوم على أحد عشر عنصرا مسجلا بقائمة التراث غير المادي العالمي آخره فن "التبوريدة" الذي تم تسجيله خلال السنة الماضية. من جهة أخرى اعتبرت الرسالة الملكية أن اختيار مدينة الرباط لاحتضان أشغال هذا الملتقى ليس اعتباطيا، وإنما يأتي "نتيجة للإشعاع الثقافي الكبير لهذه المدينة العريقة، التي تعتبر قطبا ثقافياً عالميا". فقد تم اختيارها عاصمة للثقافة الإفريقية لسنة 2022. وأيضا عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لنفس السنة. كما أن موقعها الجغرافي المتميز جعل منها محورا تعاقبت عليه "حضارات مختلفة، فينيقية ورومانية وإسلامية وأندلستية وأوروبية، مما أهلها لتصنف تراثا عالميا من قبل اليونسكو سنة 2012." وقال تنعقد هذه الدورة بعد مرور تسع عشرة سنة على اتفاقية التراث العالمي غير المادي، التي تحقق بفضلها تقدم كبير في العديد من المجالات المرتبطة بالتراث الثقافي غير المادي وباتت الدول الموقعة على الإتفاقية تتناول قضايا التراث الثقافي غير المادي من مفهوم واحد، أساسه "المحافظة عليه وتطويره وتثمينه".